“أحداث كابول” تنبش “جرح بنغازي” في “الكونغرس الأمريكي”
يصفُ طيف من “الجمهوريين”، تداعيات خروج الولايات المتحدة من أفغانستان، بفرصة لإعادة ما حاولوا النجاح فيه عندما استغلوا أحداث “بنغازي” عام 2012، معتبرين ذلك بمثابة خطأ فادح في السياسة الخارجية، وأن وقت التحقيق قد حان للحصول على الدروس السياسية التي يحتاجون إليها لإضعاف رئيس ديمقراطي -جو باين- يتمتع بشعبية.
وسط مشاهد الإخلاء الفوضوي والمتسرع من أفغانستان؛ تعهد العديد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين ببدء تحقيقات حول انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي نعتوه بـ “الفاشل”، إذا استعادوا المجلس العام المقبل.
وقال النائب مايك جونسون من ولاية “لويزيانا”، وهو عضو في قيادة الحزب الجمهوري وعضو في لجنة القوات المسلحة: “ما حدث يجعل المشهد الذي وقع في “بنغازي” يبدو وكأنه مجرد صورة مصغرة وأقل خطورة بكثير”.
وأضاف في تصريح لشبكة “سي إن إن”: قد تكون هذه واحدة من أسوأ وأخطر كوارث السياسة الخارجية والأمن القومي في تاريخنا، سيكون هناك الكثير من الإجابات التي يجب البحث عنها والأسئلة التي يجب الإجابة عنها، وأعتقد أنها ستكون أولوية قصوى”.
بينما كافح الجمهوريون حتى الآن لتقويض شعبية بايدن؛ يرى الكثيرون منهم في السر أن الأسبوع الماضي كان نقطة تحول وأن لديهم القدرة على حشد وتحريك قاعدتهم، على عكس ما حدث عندما استخدموا تحقيقًا في الكونغرس في الهجوم الذي وقع عام 2012 على القنصلية الأمريكية في بنغازي، للتغلب على المرشحة الديمقراطية للرئاسة -لعام 2016- هيلاري كلينتون، التي كانت وزيرة للخارجية وقت وقوع الهجوم.
من جانبه قال السناتور رون جونسون، وهو جمهوري من ولاية “ويسكونسن” يواجه إعادة انتخابه العام المقبل: “أعتقد أن هذا أسوأ بكثير من أحداث بنغازي، وذلك أمر لا شك فيه”. حسب “سي إن إن”.
وإذا استعاد الحزب الجمهوري السلطة في عام 2022؛ يبدو أن الجمهوريين في مجلس النواب قد يُنشئون لجنة مختارة خاصة بهم، حيث قال العديد من المُشرعين والمساعدين الجمهوريين إنه من شبه المؤكد أن الحزب الجمهوري سيُطلق تحقيقات حول انسحاب بايدن من أفغانستان.
ومع السيطرة على مجلس النواب؛ تأتي سلطة الاستدعاء، مما يعني أن الجمهوريين يمكن أن يُجبروا مسؤولي بايدن على الإدلاء بشهاداتهم في جلسات الاستماع وتسليم الوثائق، كل ذلك في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
الجمهوريون، الذين تمكنوا فقط من إرسال رسائل إلى البيت الأبيض، يريدون معرفة ما إذا كانت الإخفاقات الاستخباراتية أو القرارات السياسية السيئة أدت إلى الانسحاب الفاشل، وكيف تُخطط الإدارة لضمان ألا تصبح أفغانستان ملاذًا للإرهاب، سواء تجاهل البيت الأبيض التحذيرات حول مدى خطورة الوضع على الأرض وما حدث للطائرات العسكرية الأمريكية والأسلحة التي تركتها في حوزة طالبان، من بين أمور أخرى.
في ذات السياق، ألقى وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، الذي كان أحد أعضاء الحزب الجمهوري في لجنة التحقيق بشأن أحداث بنغازي في مجلس النواب كممثل عن كانساس، كلمة أمام مؤتمر الجمهوريين في مجلس النواب صباح الخميس.
وأوضح بومبيو، المنافس المحتمل في عام 2024، كيف كانت إدارة ترامب ستتعامل مع الانسحاب من أفغانستان، بحجة أن الإجلاء لم يكن سيشهد نفس الفوضى التي تتكشف في عهد بايدن، وكان سيجعل إخراج الأمريكيين من البلاد أولوية قصوى. وفقا لمصادر الاتصال.
في حين أن الجمهوريين لم يطرحوا خلال مؤتمرهم فكرة تشكيل لجنة للتحقيق في أحداث أفغانستان، فقد طرح العديد منهم الفكرة علانية، بما في ذلك النائب جيم بانكس من ولاية إنديانا، الذي يترأس أكبر تجمع حزبي محافظ في مجلس النواب.