آذان المدافع .. والزيتونة المباركة ..
عماد الرتيمي
أما آن لليبيين بعد أن اقتتلوا و أُفتتنوا ، وأرهقتهم الحروب والثارات ، أن يركنوا إلى ظل زيتونة مباركة ، لا شرقية ولا غربية ، ظلّها وافر، بوفرة المتصارعين على سلطانها المفقود ، عمرها مديد ، أطول من عمر استقلال بعض الدول بل ونشأتها ، جذورها ثابتة تمتد في عمق الأرض، أطول من تلك الآبار النازفة ، بالزيت الأسود المحترق ، لا تتلف مع أول رصاصة، هواؤها المتسربل بين أغصانها وطن صافٍ عليل ، أنقى من الهواء المكيف في فنادق جنيف ورادس والصخيرات وبروكسل وغيرها ، لن تطالبك بدفع شيء ، سوى الصدق مع الوطن بتاريخه المجيد، وأن لا تحمل انتماءا لغير تربته الطاهرة ، لا تحمل أوراقاً بل أفكارا ، وبدل أن توقع بالحبرلأجل فتات كرسي في دولة غائبة ، وقع بالدم على لحافها العتيق .
جولة للحوار قد ينطلق مجددا ماراثونها،وقد يؤجل أو يوضع في سلة المحذوفات، في حال اختارت البنادق إعادة عزف ذات السمفونية المشوشة السابقة، وقد يُهجّنُ اتفاق جديد من رحم المتناقضات في ظل التقارب الأخير بين حفتر والسراج، وخطوات الأخير المتسارعة المحقونة بالمنشط الدولي الذي بات ضجرا منزعجا من جمودِ المشهد .
حسمٌ على الأرض ينتظره كل طرف، وحسمٌ على الأوراق ينتظره كل طرف كذلك ، أما المواطن البائس فينتظر لقمة عيشه التي غاب دعمها ، وينتظر الأمن والآمان في ماله وبيته وطريقه ، بعد أن تجرع كؤوس القهر والمعاناة سنين طوال ، واستمرت ذات المدافع تؤذن من سنين ، أن حي على الحرب ، ليتساءل المواطن ، متى يحل رمضان في سكون وآمان.