آخر المستجدات في كواليس باليرمو
مدّ وجزر سياسي، يحيط بالجزيرة الإيطالية صقلية، وعاصمتها التي تحتضن حدثاً طال انتظاره، إذ تتوالى مجريات الأحداث في كواليس مؤتمر باليرمو حول ليبيا بشكل متسارع، فبين مستجد ومتغير تختبئ المفاجآت متحينة الوقت المناسب للكشف على تفاصيلها.
فبعد تأكيدات أطراف دولية ومحلية في وقت سابق للمشاركة في أعمال هذا المؤتمر، جاءت الساعات القليلة الحاسمة قبل يوم من انعقاده محملة بانسحابات وتراجع سبقتها وعود بالحضور وفعالية المشاركة.
خيبة أمل أصابت الدبلوماسية الإيطالية ، جعلت من فرص تحقيق الأهداف المرجوة من وراء هذا المؤتمر قليلة، وقلقل وتوتر يخيّم على الحكومة الإيطالية، لما سينتج عن هذا الفشل إذا صار واقعا.
فعلى الصعيد الدولي، انسحاب الرئيس الفرنسي “إمانويل ماكرون” ونظيره الروسي “فلاديمير بوتين” المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” من الحضور شخصياً للمشاركة في المؤتمر، والاكتفاء بممثلين عن حكوماتهم في وفود رفيعة المستوى، أعطى مؤشراً غير إيجابي لتوقعات نتائج هذا اللقاء.
وأما على الصعيد المحلي الليبي فقد كان إهمال القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر أمر مشاركته في المؤتمر، بمثابة الصاعقة التي سببت تخبط الدبلوماسية الإيطالية، كون المشير حفتر ركيزة مهمة جداً لا يستقيم الحوار من دونها فضلاً عن النتائج.
وعلى مستوى الشأن الداخلي الإيطالي فإن توقعات بخروج مظاهرات مناهضة لانعقاد هذا المؤتمر قد تعم شوارع العاصمة الصقلية باليرمو، ومن المزمع أن تنطلق هذه المظاهرات التي تحمل شعار” تدخلات” بين اليوم أو غد، وأنباء عن وجود ترتيبات على مستوى واسع لها في عاصمة الجزيرة صقلية.
وعلى صعيد الإيجابيات توالى وصول الوفود المشاركة منذ مساء أمس تباعاً، ابتداء من رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري والوفد المرافق له، ورئيس مجلس النواب والمرافقين له، ورئيس البعثة الأممية غسان سلامة ونائبته ستيفاني ويليامز، والوفد الأميركي الرسمي المبتعث للمشاركة في أعمال المؤتمر.
كما أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والوزير الأول في الجزائر، ورئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف مشاركتهم في أعمال المؤتمر، ومن المتوقع وصولهم مساء هذا اليوم إلى باليرمو.
وفي آخر المستجدات حطت منذ قليل طائرة الوفد الليبي الممثل عن القيادة العامة للجيش الوطني الليبي مطار باليرمو، فيما لم تعلن المصادر الرسمية حتى الآن عن أسماء أعضائه ورئاسته.
الساعات القادمة تحمل الكثير من التطورات ربما في كل دقيقة.