مس من الجن أم مخدر؟
محمد الطيب
” تنويه ”
هذا المقال لا يناقش أي جانب ديني له علاقة بوجود الجن من عدمه هنا فقط نقدم بعض المعلومات حول مخدر يسبب في أعراض تتشابه بنسبة تصل ل 90% مع نوبات ضحايا الدجل و المتاجرة بالدين .
لا يخفى على أحد عاش وترعرع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لجوء العديد من العائلات لعلاج ما يعرف بالسحر و العين من خلال طقوس تتعدى في الكثير من الأحيان مسألة تلاوة القرآن والدعاء، فأصبح شرب مياه مجهولة المصدر يقال انها خاصة جدا وقد قرئ عليها بعض الآيات و الكلمات ” التعزيم” وبخور هو أيضا مجهول المصدر يوضع في اللهب ليخرج الدخان ويستنشقه الحاضرون .
وعندما يشرب الماء الذي يعتقد اهله انه مصاب بمس من الجن يدخل في نوبات عصبية ويفقد الوعي لكن جسده يبدأ في التحرك لا إراديا ويتحدث مع الموجودين بكلمات بعضها غير مفهومة وحتى نبرة الصوت تتغير ومنهم من يركض ويبدأ في تحطيم كل ما حوله وتصبح الأطراف متشابكة وكأن هناك قوى سحرية في هذا الجسد، ولكن هل تعلم أن هناك مخدر يسبب في كل هذه الأعراض اذا شرب أحدهم قطرات منه !
لهذا المخدر العديد من الأسماء علميا يعرف باسم ” GHB ” والاسم المتداول بين متعاطي المخدرات ” G ” ويسمى أيضا بمخدر الإغتصاب لإنه اذا وضعت قرات اضافية من الجرعة العادية يفقد الإنسان الوعي لساعات ويمكن استغلاله جنسيا دون ان يتذكر ماذا حدث، و الغريب أن هذا المخدر يخرج من الدم خلال ساعات مما يصعب معرفة اذا تم تعاطيه او لا خلال التحاليل التي تحدث بعد عملية الإغتصاب ،وبالعودة لرأس الموضوع فأنه يمكن ربط ما يحدث من أعراض غير طبيعية بسببه مع ما يحدث لضحايا الدجل و المتاجرة بالدين حيث يمكن استغلاله في تأكيد ان الشخص مصاب بمس من الجن وهذا بعد نوبات متتالية تحدث كل ما شرب من ماء لا يعرف ما وضع فيها، و لمن يتساءل عن نوبات اخرى تحدث بعد أيام من جلسات ما يسمى بعلاج السحر و استخراج الجن، فالإجابة أن مخدر “جي” يسبب اعراض فورية واعراض على مدى ايام من بعده ، فالكثير من من تعاطوا هذا المخدر يصابون بنوبات خلال اسبوع او اكثر ومنها تحرك الأطراف لا إراديا خلال النوم و الاستلقاء وزيادة في نسبة الكوابيس المرعبة التي لا تشبه الكوابيس العادية بالإضافة للإكتئاب الذي يرافق من تعاطى المخدر يصل لمحاولة الإنتحار في العديد من الحالات خاصة المراهقين.
مخدر ” جي ” أو ” جي بي اتش ” هو فقط مثال بسيط لكن عالم الكيمياء عالم واسع و الكثير من الأعشاب التي تنمو في البراري يتم استخدامها في الطب النبوي دون العودة للمختبرات لمعرفة تركيبتها الكيميائية وما قد تسببه، وربما نستحضر قصة شهيرة حدثت في إحدى المدن الليبية حيث سجلة حالة وفاة سيدة فجأة، أصر أبناؤها معرفة السبب خاصة بعد أن لجؤوا للطب البديل خلال اسبوع عانت فيه آلآما في المعدة قبل وفاتها، وبعد استخراج تقرير الطب الشرعي، تبين أنها قد تناولت عشبة تسمى في ليبيا ” عشبة الأرنب ” وهذه العشبة تسببت في موتها لحساسية جسدها اتجهاها، فمن هنا وجب التحقق دائما بالعلم و المعرفة دون الغوص في متاهة اكتضت بالتجارة و الإستغلال .
قد تتشابه أعراض الكثير من المخدرات مع أعراض عرفت وسمية بالسحر و الشعوذة خاصة أن هناك بعضها يمكنك البحث عنها والتي تسبب في هلوسة ورؤية عوالم اخرى عند تناولها او شربها او حتى استنشاقها، فربط المخدر المذكور في هذا المقال مع الجن هو مجرد مثال ، لكنه يفتح أبواب جديدة اتجاه حالات لم تفسر علميا حتى اللحظة’ والانسان يمر بالعديد من المشاكل الصحية النفسية و الجسدية وجب على كل من من حوله متابعة حالته و البحث و التحقق بالعلم والأرقام و التحاليل، ولمن يفضل قراءة بعض الآيات القرءانية في الشرق ، وبعض النصوص من الإنجيل في الغرب فليقرأها في بيته وليشرب من مائه ولا يعطي ثقة إلا للعلم و لنفسه ولأهله.