“يد التطرف” تطال الصوفية في ليبيا
لم تسلم مساجد الصوفيين في ليبيا من أيادي التخريب التي طالتها بالاعتداء والتدمير والعبث، ولم يُعلم حتى الآن من يقف وراء استهداف دور العبادة وما الهدف المراد منه؟.
خلال الشهرين الماضيين طال الهجمات التخريبية مسجدين للصوفيين في طرابلس، أولاهما إحراق زاوية الشيخة راضية في 28 نوفمبر، وهو يوم المولد النبوي الشريف حيث يحتفل الليبيون بهذه المناسبة، وقبلها تدمير مسجد سيدي أبو غراره في 20 أكتوبر.
وتعليقا على استهداف المساجد الصوفية في ليبيا، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الأميركية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، إن الحومات المتعاقبة في ليبيا منذ العام 2011 لم تتمكن من صد هجمات “الميليشيات المتطرفة” على المساجد الصوفية، كما أن أي منها لم يُحاسب على هذه الأفعال.
وأكدت المنظمة في بيان، أن جماعات مسلحة تنتمي لفكر ديني، شنت عشرات الهجمات على مواقع للصوفيين، شملت مساجد وأضرحة ومقابر ومكتبات تحوي مخطوطات قديمة، وعملت الجماعات على تدميرها واختطاف وقتل معتنقي الصوفية، ومنهم شيوخ، دون محاسبة.
وبينما لم يتبن أحد الهجمات، نفت قوة الردع الخاصة مسؤوليتها وتعهدت بملاحقة الفاعلين، لكن الحومات الليبية والجهات الرسمية لم يصدر عنها أي إدانة أو تعليق.
ووقع أول هجوم على الدور الصوفية، وفق “هيومن رايتس ووتش”، في أكتوبر 2011 بتدمير ضريح المصري في طرابلس، وفي الشهر التالي تمت مهاجمة مقبرة قرقارش في طرابلس، وتدمير بلاطات القبور، وإتلاف ضريح سيدي نصر أيضا في طرابلس.
في 2012، دمّر مسلحون مقبرة سيدي عبيد وضريحه في يناير، وبعدها جاء تفجير جامع الصحابة في مدينة درنة في يوليو، وتبع ذلك الاعتداء على مسجد سيدي عبد السلام الأسمر الفيتوري في زليتن بأغسطس، وفي الشهر ذاته تم تدمير ضريح سيدي أحمد زروق في مصراتة، ووقعت هجمات أيضا على مسجد سيدي شعاب وسط طرابلس، وعلى مسجد عثمان باشا في المدينة القديمة بالعاصمة.
وذكّرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” بضرورة توفير الحرية الدينية وضمان أن يمارس الأفراد والجماعات ديناتهم دون أي مضايقة وتوفير الحماية لممارسة الشعائر الدينية.