يجب أن يكون لطفلك “أصدقاء”.. فلا تعزله عن العالم
يُدقّق الأهل كثيرا في مسألة “أصدقاء” أطفالهم، فنجدهم أحيانا يحاولون عزلهم عن الجميع بحُجّة عدم اكتساب صفات أو طباع قد لا تعجب الأهل لاعتقادهم أن لها تأثيرات سلبية عليهم مستقبلا، لكن اختصاصيي “علم النفس” وعلماء “الاجتماع” يقولون غير ذلك، فيُعرّفون الصداقة على أنها المشاركة والتعاون، والعاطفة المتبادلة بين الأصدقاء.
ويحصر اختصاصيو المعالجة النفسية الآثار العظيمة للصداقة في عدة نقاطٍ منها أنها تُنمّي الشعور بالأمان، فعندما يترك الطفل منزله وأهله متوجهاً للمرة الأولى إلى الحضانة أو المدرسة، يشعر بخوف وقلق جراء الانتقال إلى مكان جديد، لكن عندما يجد نفسه مع أطفال من عمره يواجهون الصعاب نفسها، ينشأ لديه شعور بالأمان بمجرد أنْه محاط بهم، وتساعد الصداقة أيضا على إثبات الذات، فالصديق لا يشبهنا دوماً، فقد تختلف الطباع والرغبات، لكنَّ هذه الاختلافات تجعلنا نتعرف على أنفسنا أكثر، فنبدأ بتكوين آرائنا وشخصيتنا الاجتماعية المستقلة.
والصداقة تُعلِّم المشاركة، فيبدأ الأولاد بتبادل الطعام أو الألعاب، ومن هنا يبرز لديهم حس المشاركة، ومن هنا تبدأ أول خطوة في الاستقلالية حتى سن الرشد، والصداقة تجعلنا منفتحين على الآخر المختلف عنا اجتماعياً، أو دينياً، فنتعرف إلى طرق عيش مغايرة لما اعتدنا عليه، وأسلوب حياة ونشاطات اجتماعية ومعتقدات مختلفة، لتفتح لنا الصداقة أبواباً متشعبة وتعطينا آفاقاً واسعة أكبر من العائلة، فمن دون الصداقة لن يتمكن أطفالنا من العيش على امتداد أفق هذا العالم الشّاسع.