وليامز في ملتقى الحوار الافتراضي: ليبيا أمام “فرصة فريدة” يجب عدم إضاعتها
عقدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، اليوم الاثنين، عبر الاتصال المرئي، أول اجتماع لملتقى الحوار السياسي الليبي.
وقالت وليامز في الاجتماع، إن الليبيين مهتمون بـ”ماذا سينتج عن الحوار وليس من سيشارك فيه”، مضيفة أن ملتقى الحوار السياسي لن يحل كل مشاكل ليبيا، وأن البلاد أمام فرصة فريدة يجب عدم إضاعتها.
وأشارت البعثة في بيان إلى أنه تم خلال اللقاء إطلاع أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي على ما تم إنجازه مؤخراً في المسارات العسكرية والاقتصادية ومسار حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وعلى التوصيات والمقترحات القيمة التي قدمها ممثلو اللقاءات التشاورية التي عقدتها البعثة مع فئات النساء والشباب ومع عمداء البلديات وغيرهم.
وقالت وليامز مخاطبة الملتقى، إن الليبيين يريدون “أمناً وسلاماً وعيشاً كريماً لهم ولأبنائهم؛ واحتراماً وعدالة؛ وحكماً رشيداً موحداً ونزيهاً، ويريدون وحدة وطنية وسيادة وطنية ونسيجاً اجتماعياً منسجماً”.
وحث المشاركون على الشفافية، وشددوا على أهمية إطلاع الشعب الليبي على مداولات ملتقى الحوار السياسي الليبي، وأعربوا عن حرصهم على الانخراط بشكل بناء وبحُسن نية في ملتقى الحوار السياسي الليبي بهدف رسم خارطة طريق سياسية شاملة تضع ليبيا على طريق الديمقراطية والوحدة والازدهار.
وتالياً كلمة وليامز في اللقاء:
سيداتي وسادتي، أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي،
باسم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يطيب لي أن أرحب بكنّ وبكم أطيب ترحيب في هذا اللقاء التواصلي عن بُعد عبر هذه المنصة الإلكترونية بعد أن أعاقت جائحة كورونا مؤقتاً سبل التواصل المباشر.
السيدات والسادة أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي..
إننا اليوم هنا نعلن انطلاق أولى جلسات وأعمال ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي نعقده بناء على خلاصات مؤتمر برلين، والتي صادق عليها مجلس الأمن الدولي بقراره رقم 2510 وقراره رقم 2542 .
وفيما يعد ملتقانا اليوم محطة أساسية إلا أن بعثة الأمم المتحدة للدعم لم تنتظر هذه اللحظة للتواصل والإنصات لليبيين. هذا ما فعلناه خلال السنوات الأخيرة، من خلال مسار الملتقى الوطني ومسارات أخرى متعددة.
إننا نحاول اليوم معكم في هذه المحطة الأساسية أن نكون في مستوى المسؤولية التاريخية وفي مستوى ما يطلبه الشعب الليبي.
يريد الليبيون عيشا كريما ومستقبلا لأبنائكم، يريدون خيرا وضوءا وطمأنينة، يريدون احتراما وتقديرا وعدلا بين الأفراد والمناطق والمدن والمكونات، يريدون حكماً رشیداً موحداً ونزیهاً، يريدون وحدة وطنية وسيادة وطنية ونسيجاً اجتماعياً منسجما؛ يريدون اليوم سلطة تنفيذية فعالة وكفؤة ونزيهة تكرس الوحدة الوطنية وتدمج الجميع؛ وتلتزم ببرنامج واضح يخرج البلاد من الأزمة ومن الفترات الانتقالية المتتالية ويعيد زمام القرار للشعب الليبي من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة والشفافة.
السؤال المطروح عليكم وعلينا اليوم هو: كيف؟ في هذا السياق عقدنا مؤخرا لقاءات عديدة مع فئات نسائية وشبابية ومع عمداء البلديات وغيرهم. لقد سمعنا من هذه المجموعات مطالب مشروعة وعاجلة ومقترحات قيمة سنعرض عليكم خلاصات ومخرجات كل تلك اللقاءات والتي ستستمعون لها مباشرة بواسطة ممثلين عن هذه الفئات.
لقد حرصنا كل الحرص على أن تشمل المشاركة في ملتقى الحوار جميع مكونات المجتمع الليبي . وكما تعلمون لا يمكننا أن نجمع كافة أبناء الشعب الليبي في ملتقى واحد خصوصا وأننا نتلقى آلاف الرسائل والطلبات من الراغبات والراغبين في المشاركة في الملتقى وخاصة في لقاءاتنا المباشرة.
إن ما يهم الشعب الليبي هو “ماذا؟” – وليس “من”. يعني ماذا سينتج عن الحوار وليس من سيشارك فيه وهذا يضاعف مسؤوليتكم التاريخية والوطنية أمام شعبكم والمجتمع الدولي. ولذا من الأهمية وضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل الاعتبارات الشخصية والحزبية والجهوية، إن ما يجمعكم هو أنكم متحدون في الهدف بالتزامكم الوطني، يدل عليه التزامكم بالتنحي عن جميع المناصب التنفيذية في المرحلة المقبلة.
إن معالجة تطلعات ومخاوف وانتظارات الشعب الليبي لن تكون إلا عبر جسور التوافق داخل الحوار السياسي الليبي. وهذه هي القاعدة الوحيدة والمتاحة والتي ستستند عليها مخرجات ملتقاكم. وأود التذكير هنا بالمادة 34 من خلاصات مؤتمر برلين حول ليبيا والتي تلتزم بموجبها أطراف برلين بقبول ودعم نتائج العملية السياسية بين الليبيين، المجتمع الدولي سيدعم ويساند ما تتوافقون عليه.
يظل الهدف الأسمى هذا الملتقى هو الوصول إلى الانتخابات العامة، باعتبارها السبيل الأفضل لإعادة القرار إلى الشعب الليبي أي للمواطنين والمواطنات، وتؤسس لمرحلة ديمقراطية في ليبيا، بحيث يتمكن الليبيون من اختيار ممثليهم، ممثليكم الحقيقيين عبر الأساليب الديمقراطية، وتحديد شرعية المؤسسات الليبية. وللوصول لهذه الغاية، يجب التوافق على الترتيبات اللازمة التي تسمح بإجراء هذه الانتخابات في أقصر إطار زمني ممكن، ربما من ضمنها إيجاد سلطة تنفيذية موحدة تعمل على تقديم الخدمات للشعب الليبي، والتوافق على قاعدة دستورية وقانونية لإجراء الانتخابات بصيغة قانونية تلائم المرحلة.
إن ملتقى الحوار السياسي لن يناقش أو يحل كل مشاكل ليبيا. إن المسارات العسكرية والاقتصادية ومسار حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ما زالت قائمة وسنطلعكم على ما تم إنجازه مؤخرا، وإن كان لكل مسار قضاياه ومنهجية عمل مختلفة إلا أن هذه المسارات تكاملية.
الظروف الآن مواتية وهناك زخم قوي عقب التقدم المحرز والآراء التوافقية التي أسفرت عنها المشاورات الأخيرة بين الليبيين، داخل البلاد وخارجها. في الأسبوع الماضي، توسطت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في وقف إطلاق نار شامل على مستوى البلاد من خلال اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5). تخلق اتفاقية وقف إطلاق النار هذه الظروف الضرورية والمواتية لاستئناف الحوار السياسي.
إننا الآن أمام فرصة فريدة يجب عدم إضاعتها، ولذلك أدعو جميع الليبيين وخاصة من هم في موقع المسؤولية إلى الاستفادة من هذه الفرصة من أجل تحقيق تطلعات الشعب الليبي في العيش بسلام وأمن وازدهار واستقرار وأن ينعم بخيرات بلاده، بلادكم، في وطن يضمن الشفافية والمساءلة ويحمي حقوق الإنسان.
أتمنى لكم التوفيق في أعمالكم اليوم.