ولادة طفل تُسلّط الضوء على معاناة “حوامل كورونا” في ليبيا
واقعة مؤلمة تدمي القلوب قبل العيون؛ فكل مرة تتجلى لنا فيها مأساةٌ جديدةٌ من مآسي مصابي كورونا والتي تأبى أن توقف.
صورةٌ أخرى من مآسي كورونا؛ ضحيتها، هذه المرة، حالة تحمل في جوفها قلبيْن.
مأساة الأم الحامل؛ بداياتها كانت من مدينة مسلاتة شرق العاصمة طرابلس، عندما استيقظ الزوج مبكرًا على أنين زوجته ووجع ولادتها، ثم انطلق بها في رحلة البحث عن مركز عام أو خاص كي تضع مولودها به، حيث بدأ من مدينته وتوجه إلى زليتن مرورًا بالخمس، فلم يجد من يساعده هو قبل زوجته.
الغريزة الإنسانية؛ دفعته إلى عدم اليأس والمثابرة، فتوجه إلى مدينة مصراتة بعد أن بدأت شكوكٌ تساوره بأن حلول الأرض قد انتهت.
وصل الزوج وزوجته إلى قسم العزل بمركز مصراتة الطبي وهي المحطة الأخيرة لتلقي العلاج وإجراء عملية الولادة في آنٍ واحدٍ، ولم يصدق عندما استقبل المسعفون الحالة بشكل استثنائي، وعلى عجل، ليخرج الطفل حاملاً معه آمالاً وأحلامًا بغدٍ أفضل.
هذه الواقعة؛ تطرح تساؤلاتٍ مخيفةً حول النساء الحوامل في ظل انتشار جائحة كورونا، فقد أماطت اللثام عن المنظومة الصحية المتهالكة والمُنهارة في ليبيا، فكيف ستضع المرأة جنينها في هذا الرعب؟، وكيف ستعبر ألم الولادة دون صرخة ألم؟، لتحمي نفسها وطفلها؟ ومع ذلك، تعبر اللحظات الصعبة التي لم يُجرّبها أحد، والأكثر أنها تجد طريقة لإنقاذ الرضيع، الذي لا يمكن لأحد أن يمنعه من البكاء.
مأساة المرأة الحامل هذه؛ شهدت تعاطفًا على نطاق واسع من قبل المواطنين، حيث تساءل البعض: لماذا لا تمنح الحكومة الأولوية للنساء الحوامل؟، بينما تساءل البعض الآخر عن دور عمداء البلديات ورؤساء مراكز العزل، فيما ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، وتحدثوا عن ضرورة محاسبتهم على إهمالهم وتقصيرهم.