وفاة رائد السمفونية الليبية الفنان عبد الهادي الشريف

خاص | 218

توفي رائد الأروكسترا الليبية الفنان الموسيقار الهادي عبد السلام الشريف، عن عمر يناهز 83 سنة، بعد معاناة مع المرض لزمن ليس بالقصير.

ويعد الراحل الشريف من رواد الموسيقى في ليبيا وصاحب السمفونية الليبية الوحيدة. ولد سنة 1935 بمدينة طرابلس، وعاش بها طفولته يتيماً، تلقى تعليمه الابتدائي في باب تاجوراء بمنطقة سوق الجمعة، ثم واصل الإعدادية في مدرسة الظهرة، انتسب بعدها إلى كلية الشرطة وتخرج منها .

ولشغفه بالموسيقى انضم الشريف إلى الفرقة النحاسية التابعة للشرطة، وعمل عازفا ثم مدربا ثم أمراً لها حتى أن بلغ سن التقاعد.

نال درجة الماجستير من الكلية الملكية البريطانية للموسيقى، له تاريخ في تأليف السيمفونيات في ليبيا لم يسبقه أحد على خوض هذا المجال من الفن، لحن وسجل باقة رائعة من السمفونيات جمعها في عمل واحد أطلق عليه اسم ” أنغام من الصحراء” احتوت على إحدى عشرة مقطوعة سيمفونية ليبية اختار لها عناوين: الخيول العربية، وجرمة، وعتاب، وإلى روح أمي، وناهد حبيبتي ابنتي، ورقصة الخريف، وصرخة القائد صلاح الدين، وجمال طرابلس، وهمسات النسيم، والغروب في الصحراء، وعروس البادية .

عزفت باقته أوركسترا لندن السيمفونية بقيادة فنان بريطاني صفق لها جمهور الحاضرين بحرارة في قاعة (ألبرت هول) بالعاصمة الإنجليزية، وكرمته الملكة أليزابيت، ويعتبر أول عربي ينجز عملا سيمفونيا في ذلك الوقت.

توفى الفقيد في منزله في طرابلس بعد معاناة مع المرض عامين كاملين، وسط إهمال من المسؤولين في الدولة الليبية لقامة تاريخية كان لها سبق إثراء المكتبة الليبية بالأعمال السمفونية، التي لم تكن معروفة لدى أغلب الدول العربية عندما اقتحم الفنان الهادي الشريف عالمها.

وري جثمانه الثرى عصر هذا اليوم في مقبرة القصيبة المطلة على طريق الخدمات بمنطقة سوق الجمعة، وسط حضور مهيب من أصدقائه وأحبابه وجيرانه ومن عاصروه وعرفوا فنه.