“ورطة ليبية” في واشنطن لم ينتبه إليها أحد
218TV|خاص
ما إن وصل رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي إلى العاصمة الأميركية واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب حتى اتجهت الأنظار المُهتمة بـ”الشأن الليبي” إلى المكتب البيضاوي لمتابعة ما ستُسْفِر عنه قمة ترامب-كونتي، فترامب لم يُطوّر “مقاربته الليبية” رغم مرور نحو عامين على توليه الرئاسة الأميركية، فيما كونتي انتقل إلى واشنطن بـ”هَمّ شبه وحيد”، وهو الشكوى من “التحرش الأوروبي” بـ”منطقة نفوذ إيطالية”.
تحدث كونتي أكثر من ترامب بشأن ليبيا، أومأ الأخير برأسه مراراً مؤيداً ما يقوله عن ليبيا، فيما بدا أنه “تفويض أميركي” لروما بـ”الملف الليبي” الذي يُغْري “عواصم كبيرة وكثيرة” بـ”التدخل والتحرش عن بُعْد”، ومن دون التنسيق مع روما التي ذهب رئيس وزرائها إلى واشنطن “مجروحاً” من “المحاولات الفرنسية”، لكن واشنطن التي تعرف كيف تدير خلطة سياسية ودبلوماسية تراعي “الأصول والمصالح” سمحت لإيطاليا بإدارة مقاربتها في ليبيا.
لم تُسجّل قمة ترامب-كونتي “أهدافاً وآثاراً” من النوع الكبير، لكن “اعترافاً مفاجئاً ولافتاً” منهما كشف لليبيين أنهم يعيشون “أسوأ أيامهم”، وأن من يُفْترض فيهم أنهم يديرون الملف اللليبي دولياً وإلى حد كبير محلياً هم من النوع الذي لا يمتلك “خبرة سياسية كبيرة”، فترامب كونتي قالاها علناً: “نحن نشبه بعضنا بلا خبرة سياسية”، فترامب “مُسوّق عقاري وسمسار”، أم كونتي فـ”محامي وأستاذ جامعة”، إذ كانت “ورطة الليبيين” كبيرة بقمة من هذا النوع.
ترامب وكونتي كانا شجاعين، وعملا في “إطار الممكن” بخصوص ليبيا، وأشاعا جواً من الظن من أنهما ليسا متأكدين من أنهما يقومان بعمل جيد من أجل ليبيا أم لا، فيما ينتظر الليبيون “اعترافاً مماثلاً” من الطبقة السياسية الحاكمة في ليبيا اليوم، من أنهم “بلا خبرة سياسية”، وأنهم أيضا كانوا سبباً في “إيذاء البلاد والعباد”.