هولندا تصعق “موجة ترامب”.. وتُسْقِط فيلدرز.. سياسياً
218TV.net خاص
اكتسبت الانتخابات البرلمانية التي جرت الأربعاء في هولندا “أهمية مضاعفة” لعدة أسباب، فهي أول انتخابات برلمانية في هولندا منذ صعود نجم “الشعبوية” بقوة في الأشهر القليلة الماضية، والتي عززها أميركياً فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكن هولندا التي كانت على وشك السقوط ب”براثن المتطرفين”، أطلقت النار بكثافة على موجة ترامب، وسط توقعات بأن يؤثر “النموذج المصغر” للتوجهات الأوروبية سياسياً.
أهم العناصر التي أكسبت انتخابات “مملكة الطواحين” الاهتمام والمتابعة حول “القارة العجوز” هي قدرة زعيم حزب الحرية “المُتشدد” خيرت فيلدرز الذي سقط حلمه بالحصول على رقم مقاعد يؤهله لتأليف حكومة هولندية إذ رغم أنه قد حصل على رقم أعلى مما حصل عليه في انتخابات 2012 إلا أنه لم يحصل على الرقم الذي يؤهله لأن يكون “صاحب ثِقلٍ برلماني” يؤهله منفردا لقيادة مشاورات مع باقي الأحزاب، إذ زاد عدد مقاعده إلى 20، لكن أحزابا عريقة وجديدة زحفت على حصته
مأزق فيلدرز الذي يميل كثيرون إلى تشبيهه بالموسيقي النمساوي وولفغانغ موزارت من حيث “طريقة التسريحة” سقط سقوطا مُدويا برفض عدة أحزاب هولندية مؤثرة الانضمام إلى حكومة برئاسة رئيس حزب الشعب مارك روتة –رئيس الوزراء الحالي- إذا قرر الحزب الاستعانة بحزب فيلدرز، علما أن حزب روتة قفز قفزة كبيرة إذ حصل على 33 مقعدا برلمانيا رافعا غلته إلى سبعة مقاعد عن آخر نسخة من الانتخابات.
في المفاجآت أيضا النجاح الكبير الذي حققه حزب الخضر بارتفاع عدد مقاعده عشرة مقاعد دفعة واحدة، بدعم وتحفيز من “السياسي الهولندي الشاب والوسيم” جيس كلافر، الذي بات يعتبر ظاهرة سياسية سبق لموقع قناة (218) أن تطرقت إليه في تقرير مفصل (“ثلاثيني وسيم” يشغل هولندا.. الشباب يتصدّر “السياسة”)، متضمنا تحليلات لفرصه السياسية، ونجمه الساطع الذي صار أثناء التحضير للانتخابات نجم الفضائيات والبرامج الحوارية، إذ أصبح رصيد الخضر من المقاعد 14 مقعدا، علما أن كلافر يوصف بأنه “بلير الهولندي” نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي جدد شباب الطبقة السياسية الحزبية.
الفحص الأولي لانتخابات هولندا كشف عن سقوط مدو لحزب العمال العريق، إذ حصل على تسعة مقاعد، خاسرا 29 مقعدا، فيما حصلت أحزاب: “الحزب المسيحي الديمقراطي على 19 مقعدا، و”ديمقراطيون66” على 19 مقعدا، الحزب الاشتراكي على 14 مقعدا.
الطريف أو اللافت في الانتخابات الهولندية أن أحزابا جديدة تدخل غمار الانتخابات للمرة الأولى بعناوين واهتمامات غريبة حققت حضورا برلمانيا يعد لافتا بصرف النظر عن قلة عدد المقاعد التي حصلوا عليها قياسا بكونها تجربة برلمانية أولى، إذ حصل حزب “من أجل الحيوان” على مقعدين، وهو حزب يكرس اهتماماته بالتصدي لحقوق الحيوان.
ومن الأحزاب ذات “الأفكار الطريفة واللافتة” يأتي حزب “ما فوق ال50” وهو حزب معني بكل ما هو خدمي للهولنديين الذين تجاوزا هذا السن، وينطق بأسمائهم واهتماماتهم وقضاياهم، إذ حصل على أربعة مقاعد، وهو رقم ليس سهلا لحزب جديد.
أما حزب “ديك” وهو حزب المُؤسس من قبل أتراك مسلمين أصولا ويعد إلى حد كبير “متشدد دينيا”، فقد نال ثلاثة مقاعد، إذ سعى الحزب لاجتذاب أصوات المسلمين، وذوي الأصول التركية، إذ يمكن القول إنه ترك بصمة برلمانية لكنها لم تصل إلى حد اجتذاب أصوات نحو مليون مسلم هولندي.