هل ينجح ملادينوف في فكّ “اللغز الليبي”؟
بعد تعيين البلغاري نيكولاي ملادينوف مبعوثا أمميا جديدا في ليبيا، يترقب الشارع الليبي والأطراف السياسية، بحذر الخطوات القادمة وما نتج عن هذا التعيين في الملف الليبي.
ويرى عضو مجلس الأعلى للدولة عبد القادر أحويلي، أن التحدي الأهم أمام المبعوث الجديد هو “استعادة ثقة الليبيين في الأمم المتحدة”.
وأوضوح أحويلي في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط: “صرنا نتعامل بقاعدة المبعوث السابق أفضل من الجديد… فمع مجيء المبعوث السادس غسان سلامة أملنا خيرا في استعادة الثقة بالمنظمة الدولية وبعثتها في ليبيا، لكن هذا لم يحدث للأسف”.
وألمح عضو المجلس الأعلى للدولة، أن الحوار سوف يستمر في الوقت الراهن، موضحا أنه “قد يتم التوافق عبر ما سيتم تشكيله من لجان قانونية على قاعدة دستورية، تمهد لإجراء الانتخابات في الموعد الذي حدد لها نهاية العام القادم، مع بقاء الأجسام السياسية الراهنة”.
ورهن عضو مجلس النواب الليبي ونائب رئيس البرلمان العربي، حسن البرغوثي، نجاح مهمة المبعوث الجديد بكسب مصداقية الليبيين، عبر ما سيتخذه من مواقف جدية لحل أزمتهم، وفي مقدمتها معالجة الأخطاء التي وقعت بها البعثة الأممية مؤخرا.
وأضاف البرغوثي لـ”الشرق الأوسط”، “لقد دعت البعثة في ظل قيادة وليامز 75 شخصية لملتقى الحوار السياسي، وشكلت بهم سلطة موزاية جديدة بالبلاد، لكن أغلب هؤلاء من جماعة الإخوان المسلمين والموالين لهم، والجميع يعرف أن لهم ارتباطات بأجندات دولية غير وطنية، كما دعت مزدوجي الجنسية، ومن يقيمون خارج البلاد، أي من ليس لديهم أي تواصل أو خبرة بوطأة المعاناة، التي يعانيها الليبيون اليوم، كما تحاول فرض إراداتها على الجميع فيما يتعلق بآليات اختيار أعضاء السلطة التنفيذية، على نحو يكرس مبدأ الانقسام بين الأقاليم الليبية بتحديد نسب الاقتراع لكل إقليم”.
من جهة أخرى، دعا المحلل السياسي، كامل المرعاش، الأطراف التي تشعر بالارتياح لرحيل وليامز، سواء بالداخل الليبي أو خارجه، للتمهل وتقليل التوقعات فيما يتعلق بحيادية المبعوث الجديد.
وأوضح المرعاش للصحيفة، أن الولايات المتحدة “ارتاحت من عبء تعامل البعض مع وليامز كمنفذ لسياسيات الإدارة الأميركية، كما كان يردد معارضوها، في حين أن المبعوث الجديد جاء باقتراح أميركي، ولذلك فمن غير المستبعد أن يستمر في تطبيق الصفقة الأميركية الراهنة عبر ملتقى الحوار السياسي، رغم ما يعترضها من عراقيل حاليا”.
وتوقع المحلل السياسي، أن يؤدي حرص أميركا على مصالحها، وسعيها للانفراد بالحل في ليبيا إلى نتائج عكسية، تؤدي لاستمرار الأزمة.
وأشار المرعاش، إلى أن “عدم وجود أفق واضح حتى الآن فيما يتعلق بقضية تفكيك الميليشيات المسلحة المتناحرة بالعاصمة، والغرب الليبي عموما، يجعل تحديد موعد للانتخابات، بل والإصرار عليه مجرد أوهام”.