هل يرفض اللاجئون السوريون بتركيا الانتقال للعيش في “المنطقة الآمنة”؟
اختلفت آراء اللاجئون السوريون في تركيا، حول العملية العسكرية التركية، شمال شرق سوريا، بين مؤيد ومعارض لها، تحديدا بعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن لإقامة “منطقة آمنة” في سوريا، لتوطين مليوني لاجئ سوري.
وكشف موقع مهاجر نيوز، عبر تحقيق صحفي أجراه مع لاجئين سوريين في تركيا، رفض البعض لهذه المنطقة. ورفض أحد اللاجئين ما يحدث، بقوله: “لن أعود لأعيش في بيت عائلة أخرى تم تهجيرها من أرضها”.
وأشار اللاجئ السوري في حديثه لموقع مهاجر نيوز، أنه عربي وأعرف نوايا تركيا في تغيير ديمغرافي لإنشاء حزام عربي بينها وبين الأكراد، مؤكدا أنه لا يحب حزب العمال الكردستاني، لكن الوضع في المنطقة مستقر نسبيًا، وأخشى أن تؤدي العملية العسكرية التركية إلى تهجير المدنيين من مدنهم ومناطقهم.
وكان رأي مصعب، مخالف لرأي اللاجئ الذي رفض العودة على حساب الآخرين، حيث أوضح لـ”مهاجر نيوز” أن أخاه محاميًا وتم تهجيره، وهو الآن يعمل في محل محل للإكسسوارات في تركيا، معلنا أن العملية العسكرية ستمنح لهم المنطقة الآمنة، وفرصة لعودة حياتهم مثل الآخرين.
أما “أم أحمد” فإنها عبّرت عن رغبتها للعودة من أجل أن تؤدي رسالتها كمعلمة لغة عربية، موضحة في حديثها للموقع أنها تخرجت في العام 2014، ولكن لا تستطيع العمل في تركيا، وأضافت في حيدثها، أنها اشتاقت لعائلتها وأخوتها في سوريا.
وقرّر “أبومحمد” عدم العودة إلى بلاده سوريا، بسبب عدم الأمان، وأيضا لتأقلم أطفاله في تركيا، ولتعلمهم اللغة التركية واندماجهم مع المجتمع التركي، مؤكدا أن الإنسان يسعى بطبعه إلى الاستقرار، والأماكن التي توفر الخدمات.
واستبعد “أبومحمد” في حديثه لـ”مهاجر نيوز”، أن تجبر الحكومة التركية اللاجئين السوريين، بالانتقال للعيش في”المنطقة الآمنة”، مع قناعته أن الهدف من العملية العسكرية التي أعلنتها الحكومة التركية، هي “توطين” أي موجات مقبلة من إدلب والمناطق المحيطة بها.
ورأى “أبومحمد” أن العملية العسكرية في شمال سوريا، هي صفقة بين تركيا وروسيا، هدفها تنازل الأتراك عن إدلب مقابل السماح لهم بالسيطرة على عفرين ومناطق أخرى أغلبيتها من الأكراد.
وطرح اللاجئ السوري “هشام” سؤالا، مفاده لماذا لا يُنشئ أردوغان منطقة آمنة في إدلب، إن كان هدفه حماية المدنيين، بدلا من توطين أهالي إدلب في أرض أناس آخرين.
وكان للاجئ مصعب، تأكيدا على حق المواطن السوري، في العيش الذي يراه مناسبا في كل مكان يريده هُو، مؤكدا وهو يختم حديثه: لن تستطيع تركيا انتزاع المنطقة من أهلها، لن نتجح في ذلك، مهما فعلت.