هل تصرخ السماء وتنتقم؟؟!
المبروك الصغير
لو تأملت وجه أيٍ من الضحايا، سيقودك التأمل إلى استدعاء صورة الأم الغارقة بحرقة تعلن عنها أنهار الدموع .
لو فعلت ، فإن بعضاً مما جُبلت عليه النفس السوية والتي قد تكون بعض من بقاياها في قاع نفسك، قد جعلتك تتحرر من إغواء البندقية وغيرتَ رأيك، فما هكذا تستعاد الحريات، ولا حتى الحقوق إن كنتَ ممن ضاعت بعض من حقوقه أصلاً .
هي قصة تتلبس ثوب المأساة، جديدة في الإعلان، مستمرة في إحاكة الفصول نحو المزيد على مساحة وطن مكلوم، مأساة ضحاياها أرواح حملت أسماء: ذهب وعبد الحميد ومحمد، قصة تختلف عن سابقاتها، بدأت قبل ثلاث سنوات عندما اختطف الأطفال من بين أيدي الأم بهدف الحصول على المال، في حين بقى الأطفال في عاصفة الدهشة والرعب، ثروتهم الوحيدة البراءة أمام الكم الكبير من البشاعة .
هول الفاجعة قد لا يسمح باستعادة السنوات الثلاث من عمر الغياب القسري لأطفال الشرشاري، ومن ذا الذي سيتذكر البداية مع معايشة الكارثة ؟؟
كلُّ ما يهم الآن هو ما انتهت إليه الأمور لتختلط البداية بالنهاية في يوم تعنون بأسوأ جرائم المرحلة كما بقى في الذاكرة.
بعد أسابيع من القبض على النمري المحجوبي المتهم الرئيسي في القضية اعترف بمقتل أطفال الشرشاري الثلاثة إثر شهر من اختطافهم، وأن العصابة قامت بدفنهم في غابة البراعم، جنوب مدينة صرمان .
خلال العامين ظل الوالد يتقصى أي خبر قد يفضي لأبنائه الذين حصل على العديد من التأكيدات على أنهم أحياء يرزقون .
لكن الأمل انكسر… أمل الأب والأم والعائلة بعد سماع خبر الوفاة وهو أول الحالمين.
الفطرة البشرية سرعان ما تفرض سؤالاً عن حال الأم التي عاشت على مدار السنوات الثلاث في بحار متلاطمة من المذلة و الشوق والمعاناة …. إلى أن عُلم ما كان مجهولاً من مصير أطفال خرجوا من مشهد الترقب والأمل إلى الدفن في القبور في جريمة شنعاء من قَتَلة متجردين من البراءة .
هل سيكتفي المسئولون المدنيون والعسكريون فقط بالتنديد بوقوع هكذا جريمة نكراء من قتل لأطفال وممارسة صريحة لاغتيال البراءة ….؟؟؟؟!!!!
إنها حقاً جريمة ألجمت الأفواه وشلت الأيدي و لم يبقى إلا انتظار صرخة السماء لتعلن الرثاء والانتقام معاً…. ولو … بعد حين .