هل تخترق “الماكينة الألمانية”.. “جدار ليبيا” في برلين؟
218TV | خاص
تتميز ألمانيا منذ عهد الثورة الصناعية في القارة الأوروبية بصناعة “ماكينات قوية”، إذ تعتبر “الماكينة الألمانية” هي الأقوى بلا منازع حول العالم، وهي مقارنة تلازم عادة الأداء الألماني في السياسة والاقتصاد والرياضة، فحتى منتخب ألمانيا لكرة القدم يُطْلَق عليه اسم “الماكينات”، لكن ألمانيا المرشح الأقوى لأن تكون “سادس عضو دائم العضوية” في مجلس الأمن إذا ما تقرر توسيعه لم تُظْهِر أي بصمات خاصة بها على وجه الأزمات الدولية التي يشهدها العالم، ومنها الأزمة الليبية التي تقترب من إتمام عامها التاسع في شهر فبراير من العام المقبل.
تقترب ألمانيا بـ”ماكينة دبلوماسية قوية” من “حقل الأشواك الليبي” الذي سبق لأحد دبلوماسييها أن جرّب أشواكه القوية، فألمانيا تستعد لاستضافة مؤتمر لإنتاج حل سياسي وعسكري بعد فشل ثلاث أطراف أوروبية خلال السنوات القليلة الماضية في حل هذه الأزمة التي تبدو “مستعصية” في نظر عواصم دولية عدة أخفقت في إقناع الأفرقاء الليبيين خلال السنوات الأربع الماضية في وضع “خلافاتهم ومصالحهم” جانباً، فيما تتقدم ألمانيا عبر اجتماع برلين المقرر الأسبوع المقبل ك”طرف أوروبي قوي ووازن”، ولديه “قوة اقتصادية” و”هيمنة نسبياً” في القارة العجوز محاولة “فكّ اللغز الليبي”.
وخلال ثلاث أعوام مضت أحضرت فرنسا ساسة ليبيين مرتين، فيما عقدت إيطاليا مؤتمرا العام الماضي، فيما “جسّت” عواصم أوروبية عدة “النبض الليبي” لمعرفة ما إذا كان بإمكانها التقدم في تصميم مبادرات، فيما برلين التي لم توافق على قرار مجلس الأمن الدولي عام 2011 بالتدخل في ليبيا تحاول حل الخلاف الليبي، منطلقة من “سجل سياسي ودبلوماسي نظيف” حيال ليبيا، إذ لم تُطْلِق برلين أي مواقف سياسية “كبيرة أو منحازة” مع أو ضد الأفرقاء في ليبيا، وهو ما يعطيها “ميزة قوية” لجمع كل الأفرقاء الليبيين، ومن خلفهم “المنصات الإقليمية المتدخلة” في المشهد الليبي.
تراهن أطراف دولية على “الماكينة الألمانية القوية” في تصميم مبادرة دولية تتمتع بـ”فرص حياة”، وتحاصر طبقة سياسية ليبية لم تتقن شيئا في السنوات القليلة الماضية إتقانها البحث عن “مخارج نجاة” من التزامات دولية كانت تنقلب عليها قبل أن يجف الحبر الذي وُقّعت به.