هل بدأت ملامح الموقف الأمريكي تجاه ليبيا تتضح؟
تقرير 218
مساع أميركية هنا وهناك للدفع بجهود التسوية وإيجاد حل للأزمة الليبية رغم المآخذ التي يراها مراقبون على إدارة الرئيس ترامب بجعل الملف بعيدا عن أولوياتها واهتمامها، لكن المكالمة الهاتفية التي جرت في وقت سابق بين ترامب والمشير خليفة حفتر أعادت الملف إلى دائرة الضوء.
وجاء الإعلان الأميركي الجديد الذي تعهدت فيه واشنطن بوقف الصراع بين الأطراف عبر تصريحات للسفير الأمريكي لدى ليبيا، معربا من خلالها عن دعمه الكامل لجهود المبعوث الأممي غسان سلامة لإرساء مهمة وقف إطلاق النار، والوصول إلى حل سياسي من خلال الحوار.
ريتشارد نورلاند السفير الجديد وفي مستهل تصريحاته أكد أنه لا حل عسكريا للأزمة الليبية وأن الحل الوحيد يتمثل في العودة إلى المسار السياسي، كما جدد حرص بلاده على تحقيق الاستقرار، وإنهاء معاناة الشعب الليبي، مبينا أن واشنطن ستبذل جهودها لتحقيق هذا الهدف، مثمنا دور الوفاق في مكافحة الإرهاب، ومشددا على ضرورة الحرص على استفادة الليبيين من مواردهم الطبيعية وعدم السماح لأحد بالعبث بها.
الدور الأمريكي تجاه الملف الليبي خاصة في السنوات الأخيرة كان شبه غائب، كما أن سياسات واشنطن لم تكن واضحة مع الأطراف الليبية المختلفة، فهل باتت المواقف أكثر وضوحا مع استمرار حدة الصراع والمعارك العسكرية التي تجاوزت شهرها الخامس وبلورة الدعوة الأمريكية لجميع الأطراف الخارجية المتدخلة في الشأن الليبي للانضمام لجهودها لوقف القتال انطلاقا من هدنة العيد التي تظهر الحاجة الملحة لدعم وقف شامل لإطلاق النار، وإطلاق العملية السياسية.
يتساءل مُراقبون حول ما إذا كانت تصريحات السفير نورلاند تعني توجها جديدا للبحث عن حل للأزمة الليبية وفق رؤية أميركية أم يظل المسار الذي رسمته الأمم المتحدة قائما وفي حاجة لدفع أمريكي أكبر.