هكذا استقبل الليبيون توقيع اتفاق وقف إطلاق النار
استقبل الليبيون توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الدائم، بمزيج من الأمل والتشكيك، بعد سنوات عاشوها في ظل الفوضى والانقسام الحاد.
وعبّر المدرس “حسن محمود العبيدي” من بنغازي لوكالة الصحافة الفرنسية، بقوله: “شهدنا الكثير من الاتفاقات المماثلة من قبل. المهم الجدية في التطبيق”.
وأوضح العبيدي للوكالة الفرنسية: “تسببت الحرب بشرخ اجتماعي رهيب. ولا بد من العمل الآن وعلى الفور لإعادة البناء وتضميد الجروح التي باتت غائرة في جسد الوطن الواحد”.
ووصف الشريك المؤسس والمدير الاستشاري لمكتب ليبيا لاستشارات المخاطر الجيوسياسية “ليبيا ديسك”، محمد دوردة، توقيع الاتفاق بأنه خطوة إيجابية “تخلق أساسًا للمحادثات السياسية”.
وحذّر دوردة أن: “ليبيا بحاجة إلى ترتيب أمني للسماح بتشكيل حكومة. إذا لم نتعامل مع الأزمة الأمنية، فسنجد أنفسنا في الوضع نفسه خلال بضع سنوات”.
وحذر المراقبون، “من أن المفاوضين في جنيف لا يسيطرون بالضرورة على حلفائهم المسلحين على الأرض. كما أنه من غير المحتمل أن تتخلى الأطراف الخارجية الفاعلة في ليبيا بسهولة عن نفوذها الذي كسبته بصعوبة”.
وجاء تحذير مماثل، على لسان عماد الدين بادي، من مركز أبحاث “أتلانتيك كاونسل”، من أن روسيا وتركيا تريدان تحقيق مكاسب اقتصادية من تدخلاتهما العسكرية.
وأضاف بادي: “من السذاجة أن يُطلب منهما المغادرة ببساطة… إن أفضل سيناريو هو حصولهما على امتيازات اقتصادية وتقليص وجودهما على الأرض. والأسوأ هو استئناف القتال”.
وعن الملف الاقتصادي، أشار مسعود الفطماني، المقيم في بنغازي والذي يدير مجموعة من متاجر المواد الغذائية، إنه يأمل بأن يستمر وقف إطلاق النار.
وأوضح الفطماني: “تسببت الحرب في ركود اقتصادي رهيب. خسرنا الكثير من الاموال بسبب توقف حركة المبادلات التجارية بين الشرق والغرب جرّاء اغلاق الطرق”.
وأعربت مُدرّسة اللغة الإنكليزية، ميسون خليفة، التي تعمل في مدرسة خاصة في طرابلس، أن ينتج الاتفاق سلام في ليبيا، لكنها ذكرت في حديثها، أن “كثيرون لديهم أمل لكنهم غير متفائلين. أتمنى بصدق أن يصمد هذا الاتفاق. ليبيا تستحق أفضل مما نعيشه اليوم”.