هزيمة جديدة لـ”ماي”.. “بريكست” يضع بريطانيا أمام المجهول
تقرير 218
يبدو أن رئيسة الوزراء البريطانية “تيريزا ماي” لن تتمكن أبداً من أداء رقصة الفرحة بنجاحها في إخراج دولتها من الاتحاد الأوروبي التي ورثته بفوزها في الانتخابات، فللمرة الثانية على التوالي فشلت “ماي” في جمع أصوات مجلس العموم البريطاني خلال أقل من شهر.
بأغلبية 391 صوتاً مقابل 242 وامتناع 149 رفض مجلس العموم اتفاق بريكست الذي وقعته “ماي” مع الشركاء الأوروبيين بعد جولة من المفاوضات في أقصى الحدود مع رئيس الاتحاد الأوروبي جان كلود يونكر، إلا أن التأكيدات القانونية الأوروبية التي عملت عليها ماي حول انعكاس الدعم، وحظر إقامة الحواجز الحدودية والاقتصادية بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية لم تكن كافية لإقناع البرلمان الذي كان دائمًا معاديًا لاتفاق رئيس الوزراء.
هزيمة “ماي” تأتي قبل 17 يوماً فقط من تاريخ مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي ما يلقي بظلال الشك حو ما إذا كان طلاقها سيتم، أم لا.. فالبديل الوحيد أمام ماي الآن بعد أن خسرت الطريقة الطبيعية الوحيدة في الطلاق هو تصويت النواب على المادة 50 حول الآلية التي أنشأتها معاهدة الاتحاد الأوروبي لتنظيم خروج دولة عضو، وبالتمديد يعني مجرد تأجيل التاريخ المحتوم لخروجها في التاسع والعشرين من مارس لبدء الطلاق ومرحلة انتقالية مدتها سنتان تعتبر فرصة أخيرة بمثابة المنفذ الطبيعي لرحلة دبلوماسية صعبة بدأت مع استفتاء يونيو 2016.
الحقيقة الوحيدة أمام “ماي” الآن هي أن التصويت يعيد فتح جميع الفرضيات على الطاولة رسمياً، فبعد التعرض لرفض مزدوج الأول كان أكبر هزيمة برلمانية لأي رئيس وزراء بريطاني في التاريخ مع رفض 432 لتفتح بذلك سيناريوهات لم تكن متوقعة وأكثر إثارة للقلق لماي هو عدم وجود خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، دون حماية دبلوماسية بسبب معارضة البرلمان، ما يعني أنها أمام استفتاء جديد وعودة لصناديق الانتخابات ما يضع كرسي تيريزا ماي على أهبة الاستعداد للاستبدال.