نيران تلتهم ليبيا !!
لم يعد الأمر طبيعيا، ويحتاج لتفسير منطقي، يساعد على فهم ظاهرة الحرائق التي اجتاحت مناطق ليبيا، هكذا يقول المواطنون والمراقبون لهذه الظاهرة التي تفشت مؤخرا في عموم البلاد، ولم تقتصر على مرفق خاص أو عام.
ولعل ما جعل الأمر حاضرا بقوة، آخرها ما حدث يوم أمس في مدينة الرياينة، حيث شب فيها حريق بالمنطقة الغربية والشرقية في المدينة، وتمت السيطرة عليه دون أضرار بشرية أو مادية.
وفي حادثة أخرى وتحديدا في الــ 11 من شهر يونيو الحالي، شب حريق كبير في المعبر الحدودي لراس اجدير من الجانب التونسي، وتسبب في أضرار لبعض الأشجار بالمنطقة، قبل تدخل الحماية المدينة التي سيطرت على الأمر، وأخمدت الحريق.
ونالت مدينة صرمان نصيبها من هذه الحوادث حيث كانت على موعد في التاسع من هذا الشهر، مع حريق اندلع بمنتزه صرمان الوطني، والذي تمت عملية إخماده من قبل رجال الإطفاء وبإشراف مباشر من مديرية المدينة.
ولم تغب الجهات الحكومية فالمؤسسة الوطنية للنفط، كان لها نصيبا، من الحرائق، في منتصف شهر مايو الماضي، بعد أعلنت الشركة تشكيل لجنة تحقيق رسمية لمعرفة أسباب الحريق الذي شب بمصحة المؤسسة في منطقة غرغور في طرابلس.
ولم تسلم بلدة قبرعون في أقصى الجنوب حيث وصلتها الحرائق في شهر أبريل، وتسببت في مقتل المواشي إضافة إلى خسائر مادية لأصحاب الأغنام في إحدى المزارع.
أما شهر مارس، فقد كان أكثر قسوة، في منطقة الجفرة، التي شهدت حريقا اندلع في أحد البيوت، أودى بحياة أسرة كاملة، وفي 29 من يناير، واصلت الحرائق طريقها شرقا وغربا وجنوبا في ليبيا، إلى أن دخلت قرية تملوشايت بالقرب من تندميرة، وتمت السيطرة عليها بفضل الأجهزة المختصة.
الزويتية شرق مدينة اجدابيا، استيقظت على فاجعة وفاة ثلاثة أطفال في الرابع عشر من شهر يناير الماضي، نتيجة لاشتعال النيران بمنزلهم، كما فجعت مدينة البيضاء بموت ثلاثة أطفال من أسرة واحدة بعد أن شب حريق في منزل العائلة، ولم تسلم جامعة عمر المختار في المدينة من لهيب النيران التي اشتغلت بالقرب من حقول التجارب لكلية الزراعة داخل أسوار الحرم الجامعي، كما شهدت مدينة شحات هي الأخرى حريقا شب في إحدى غابات المدينة.
تعددت الأسباب، والنتيجة واحدة، يدفع ثمنها غياب الوعي وإهمال الحكومات في ليبيا، لما يواجهه عموم الليبيين، بعد أن أضحوا في محرقة جديدة تضاف إلى أزماتهم المتراكمة.