“نهاية العالم”.. كما تراها هوليود
محمد الطيب
كل عام؛ يتحدث العلماء والباحثون عن بداية نهاية العالم، من خلال العديد من التوقعات، يتم الإفصاح عنها بشكل تدريجي؛ لعل أبرزها “ظاهرة الاحتباس الحراري وظاهرة التغير المناخي” اللتان تُهدّدان كوكبنا الأزرق.
ورغم جدية الدراسات؛ إلا أن البشرية لازالت لا تعي حجم الكارثة، على عكس الأرض التي بدورها لها ردّات فعل تجاه هذه الظواهر كـ”الزلازل والتصحر والتغيرات المناخية الغريبة”، التي تحدث من عام الى آخر.
نهاية العالم؛ رُسمت لها صور عديدة، سواء في الديانات و الثقافات، العلوم والمعرفة وأيضًا في الأفلام الوثائقية، أمّا في السنوات الأخيرة؛ فقد استطاعت هوليود “صناعة الأفلام في أمريكا” إنتاج العديد من الأفلام التي تروي قصصًا عن نهاية العالم، وأغلبها كان من خلال دراسات علمية حقيقية كـ”اصطدام نيزك أو صخرة فضائية بالأرض” في فيلم “Greenland”، والذي حدث بالفعل في الماضي وبالتحديد عام 1908 في سيبيريا، وتسبب في مسح أي معلم من معالم الحياة على مساحة ألفي كيلومتر مربع، وهذا يجعلك تفكر أكثر في أن ما يتمّ إنتاجه من أفلام خيالية عن نهاية العالم، قد يكون فعلاً أحد السيناريوهات المطروحة، التي تتربّص بحياة الكائنات الحية على الكرة الأرضية.
ونظرًا لأن هوليود كانت ولازالت لها دور في لفت انتباه البشر تجاه المخاطر التي تحدق بكوكبنا؛ فقد شاهدنا أفلامًا عديدة عن هيمنة الآلة على الأرض وكيف سيصبح الذكاء الاصطناعي خطرًا يقف أمام استمرار البشرية على الأرض.
وفي فيلم “والي WALL-E” يظهر أن الإنسان قد غادر الكرة الأرضية، ويعتمد على الآلة بنسبة 99% في حياته خارج الغلاف الجوي، ويعمل داخل كبسولة منعزلة عن الآخرين طوال حياته، وكأن الحجر الملزم الذي حدث خلال جائحة “كورونا”، والعمل من داخل المنزل، يرسم لنا الخطوة الأولى في شكل حياة الإنسان في المستقبل، إذا ما استمر الإنسان في المساهمة في تقليص عمر الأرض الافتراضي.
وكذلك فإن فيلم “the Terminator” يصف قدرة الآلة على تأقلمها مع الذكاء الاصطناعي، وأنها ستكون السبب الرئيس وراء انتهاء البشرية ونهاية العالم، لا تقل “هذا مستحيل!”؛ فعلماء الحاسوب والبرمجة يؤكدون أن هذا الفيلم ليس من وحي الخيال، بل إذا استمر تطوير الذكاء الاصطناعي بهذه السرعة قد يتجاوز توقعات هوليود.
انتشار الأوبئة و الأمراض والفيروسات؛ من أبرز الأسباب التي تُهدّد البشرية بالانقراض على الأرض، ليس من باب توقّعات هوليود في أفلامها فقط، بل حتى من خلال تجارب عديدة أجريت سابقًا من قبل البشر.
وقد يكون الإنسان هو السبب الرئيس وراء تطوير أحد الفيروسات مخبريًا، كما تم التصريح عنه سنة 2011، حيث قامت مجموعة من العلماء بتطوير أحد الفيروسات المعروفة مخبريا ” أنفلونزا الطيور”، وتم الإعلان عن هذه التجارب والتحذير من خروجها من المختبرات لتكون سببًا حقيقيًا يُهدد وجود جميع المخلوقات على الأرض، ويساهم تزايد عدد السكان في تفشي المرض وأيضًا سرعة التنقل من مكان إلى آخر، كالدراسة التي أشار لها الباحث الإنجليزي، توماس مالتوس، عن زيادة معدل سكان الأرض.
2020؛ كما توقّعها الكثيرون، كانت درسًا مُهمًا حول تحديد بعض الأخطار الحقيقية التي تهدد بانقراض البشر والمخلوقات الأخرى على الأرض، وإذا عدنا إلى شهر مارس من العام الماضي لتُذكّرنا الطوابير التي كانت أمام محلات الأغذية وأيضًا أمام مراكز بيع الأسلحة الخفيفة وصفارات الإنذار من حين لآخر أوقات الحظر، وكأنه مشهدٌ في أحد أفلام هوليود، وليس فيروس “كوفيد 19” وحده هو الخطر، بل أيضًا حرائق الأمازون في البرازيل ونظيرتها في أستراليا، الخوف من حرب عالمية جديدة، ارتفاع منسوب المياه وغيرها من المخاطر التي تحدق بهذا العالم، هذا ما يدفع الجميع للتفكير أكثر حول البداية بدلاً من النهاية لهذا العالم، وأننا جميعًا مسؤولون عما قد يحدث في المستقبل القريب والبعيد.