نقمة أم فصل شتاء؟
آلاء الفرجاني
ككل شتاء تأتى بوادر الغيث لتعري إهمال وتفريط وتهاون أصحاب الواجب، أصحاب لجنة إعادة الاستقرار لبنغازي التي ما شهدت استقرارا قط، معالم الشتاء والبرد القارس اشتدت وانتشرت لفحات الصقيع.. مطر وبرق ورعد وشوارع مكتظة ومبتلة، ومليئة بالحفر.
عند تلك الرقعة المزدحمة يقف رجل مرور أو إن صحت التسمية، شاب مرور لم يتجاوز العشرين عاما بعد، بشغف ومشقة في آن.. يحاول تنظيم سيل من المركبات التي تحمل مواطنين غاضبين مستعجلين.. كل يبتغى مراده البسيط، ألا وهو الوصول وتخطي الازدحام، وما إن يفلح بتخطيه ويسرع متنقلا بين الحفر يفاجئه ازدحام آخر.. ومع ازدحام الشوارع المتهالكة بالمارة الذين ثاروا على الظلم والطغيان مطالبين بديمقراطية وحياة ميدانية آمنة توفر لهم متطلبات المواطن العادي البسيط، تتلاشى المطالب العظيمة وتصبح فقط طريقا مرصوفة ينتقل عليها لبين أرجاء المدينة بسلام ..هذا بالإضافة لتوقف أعمال الرصف لأسباب لا أحد يعلمها .. ليتحول فصل الشتاء إلى نقمة.
شاب المرور الذي لم يكمل العشرين عاما، يقف منتصبا والرأس لأعلى، تتصبب الأمطار وتنهمر على جبينه نزولا، ويرتعد، يحاول الحركة، لعل المياه تنتفض عن سترته السوداء الفضفاضة.. ولعل المطر تتوقف.
لا يتهاون ولا يفرط، لا يكل ولا يمل يؤدي وظيفته الصعبة هذه لأنه يؤمن بأن هذا واجب، وبأن بنغازي تستحق رغم أنه أصغر من ذلك.
أصحاب المناصب يا من شكلتم لجنة لإعادة الاستقرار لبنغازي أأنتم مغيبين عن المشهد في الشارع الذي مكثتم فيه سنوات تعيدون الاستقرار إليه؟