“نزيف الدم” لا يتوقف في إدلب
تقرير | 218
يستمر القصف على مدينة إدلب السورية الذي تنفذه طائرات النظام الحربية والراجمات المدفعية ومعها قصف للطيران الحربي الروسي في مناطق يفترض أن يطبق فيها اتفاق خفض التصعيد الذي انتهك منذ أواخر إبريل الماضي وما يزال كذلك.
تتهدم مبان فوق رؤوس ساكنيها بفعل القذائف التي تعددت مصادرها وبها تتصدع العلاقات بين دول أطلق عليها اسم “الدول الضامنة لتسوية الأزمة السورية” وهي نفسها التي تحارب لتحقيق مصالحها فيها.
وتسبب ذلك بشرخ بين موسكو وأنقرة يصعب التئامه ما دامت الحرب قائمة في سوريا التي تحولت إلى مساحة جغرافية ليست فقط لبسط النفوذ وعرض القوة العسكرية للدول التي اختلفت مصالحها فيها بل باتت مساحة لتراشق الاتهامات بين البلدين.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان روسيا إلى وقف إطلاق النار في إدلب، فيما حملته الأخيرة المسؤولية كاملة عن عجزه عن السيطرة على الجماعات المتشددة فيها، وعدم القدرة على منع مقاتلي المعارضة من قصف أهداف مدنية وروسية، ورغم احتجاجات أنقرة المستمرة إلا أن موسكو أكدت استمرارها في دعم الحكومة السورية.
يشار إلى أن اتفاقات كثيرة عقدت بين البلدين فيما مضى لم يتم تحقيق أغلبها وأهمها إنشاء منطقة منزوعة السلاح وتفعيل اتفاقية سوتشي المبرمة بين تركيا وروسيا بشأن وقف إطلاق النار. لتكشف إدلب فشلا في تحقيق التوافق بين البلدين اللذين يتبادلان الاتهامات، فيما يظل الموت يحصد أرواح المدنيين في حرب تكالبت فيها القوى الدولية والإقليمية.