“نداء تونس” و”النهضة”.. صراع مفتوح في 2019
218TV|خاص
تشهد تونس في شهر ديسمبر من العام المقبل ثاني انتخابات رئاسية وبرلمانية منذ الثورة التي أسقطت في يناير من عام 2011 الرئيس السابق زين العابدين بن علي، لكن أكبر حزبين قررا في عام 2014 تقاسم السلطة وهما حزب “نداء تونس” الذي أسسه الرئيس الحالي للجمهورية الباجي قايد السبسي، وحزب “النهضة” –النسخة التونسية من تنظيم الإخوان المسلمين- قد استبقا الانتخابات بوجبات خفيفة ومتدرجة من الصراع بينهما، فيما كان الرئيس السبسي قد أعلن “طلاقا سياسيا” مع حزب النهضة بسبب تباين كبير في المواقف والتوجهات حيال ملفات وعناوين سياسية عدة.
تتوقع أوساط تونسية أنه مع بداية العام الجديد أن تكبر وتتوسع الخلافات السياسية بين الحزبين الحاكمين، الذين يهيمنان على الحياة السياسية، وعلى توزيع مقاعد الحكومة والبرلمان، في ظل توجه لدى قيادة الحزبين في إطلاق المعارك المؤجلة بينهما، في مسعى لإشعال المنافسة الانتخابية مبكرا، وقبل 12 شهرا من موعدها، وسط مخاوف حقيقية من دخول تونس في مزاج سياسي مضطرب يُفْقِدها امتياز نجاتها من “فوضى واضطرابات” حصلت في دول أخرى اجتاحتها موجات الربيع العربي، فيما تسود مخاوف أخرى من “هيمنة أخوانية” على مقاعد البرلمان المقبل، وهو مؤشر سياسي ظهر بوضوح مع نتائج الانتخابات البلدية التي جرت قبل أشهر في تونس، علما أن نتيجة سياسية من هذا النوع لن تكون مريحة لأوساط تونسية متعددة ترفض الانقياد ل”التيارات السياسية الإسلامية” في السلطة.
وبات واضحا حجم الاستقطاب السياسي على الساحة السياسية التونسية إذ تمكن حزب النهضة من إيجاد شرخ سياسي بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، إذ مال يوسف الشاهد في الأشهر الأخيرة نحو حزب النهضة الذي دعمه سياسيا من الخلف في معركته وتجاذباته مع السبسي، فيما سعى الأخير لتطعيم مكتبه وديوانه في القصر الرئاسي بشخصيات لا ترتاح لها قيادات في حزب النهضة، وهو ما يشير إلى أن الصراع سيكون مفتوحا منذ الآن لكسب الانتخابات المقبلة التي قد تُفْرِز مشهدا سياسيا لا يتقبله أحد، وقد يخرج عن مساره الآمن منذ أربع سنوات.