نجوم فرق الــK-pop ضحايا “تعرَّف على الجانب المظلم”
بقلم محمد خليفة إدريس
فرق البوب الكورية التي باتت تنال انتشارا واسعا في أوساط المراهقين حتى في عالمنا العربي مؤخرا، والتي تُظهر نجومها في صورة براقة ومشرقة، ماهي إلا واجهة لصناعة شريرة موبوءة بالفضائح الجنسية واضطرابات الأكل والانتحار، وذكر تقرير لموقع “ديبلومات” The diplomatوقائع تثبت ذلك.
المرشحون للعمل في هذه الفرق يجري اختيارهم وإعدادهم في أعمار صغيرة جدا، وفي بعض الأحيان تقل أعمارهم عن 10 أعوام، و غالبًا ما يتم وضعهم في معسكرات قاسية، حيث يتم مراقبة الوزن والنظام الغذائي، تخيّل أن أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم العاشرة يُجبَرون على اتّباع نظام غذائي قاسٍ جداً، ويبقى كل ذلك في إطار محاولتهم لدخول عالم الشهرة، وفي الغالب تذهب كل هذه التضحيات هباءً منثوراً، فمن يتم اختيارهم عادة لا يزيدون عن 2% من إجمالي المشاركين في هذه المعسكرات المشبوهة.
عقود مُعطِلة وشروط مجحفة
هل تعلم عزيزي المتيّم بهذه الفرق أن الطامحين للنجومية في موسيقى البوب الكورية مجبرون على توقيع عقود معطِلة، قد تتركهم مفلسين أو تفرض عليهم جراحات تجميلية إجبارية لتحسين مظهرهم، وقد اتُهم العديد من المديرين التنفيذيين لشركات الإنتاج التي تحتكر هؤلاء بالاستغلال الجنسي.
سطوع نجم الــ K-pop
فن الــ K-pop وهو مزيج من الموسيقى الغربية والكورية، أصبح شائعًا لأول مرة في التسعينيات في كوريا الجنوبية ولكن منذ عام 2008 غذت وسائل التواصل الاجتماعي انتشاره، ليصبح بعد ذلك انفجارًا عالميًا مع أعمال مثل BTS و BlackPink و EXO التي وجدت الملايين من المعجبين في العالم الغربي، وقد بلغت صناعة K-pop وفق بعض التقديرات الآن نحو 3.7 مليار جنيه إسترليني، وبالتوازي فقد ارتفع عدد الأطفال الذين يحاولون أن يصبحوا نجوم البوب المقبلين وعدد والأشخاص الذين يستغلونهم.
تقارير دولية تُثبت الاستغلال
ومؤخراً تم افتتاح كليات K-pop في جميع أنحاء كوريا الجنوبية، بهدف جعل الأطفال الطموحين يتّسمون بحركات المظهر والأناقة والرقص التي ستجعلهم يمرون باختبارات صعبة لأفضل ثلاث شركات – SM أو JYP أو YG- وهم لا يعلمون أنهم إذا نجحوا، ستصبح الحياة أكثر صعوبة، فكل شركة من هذه الحيتان الثلاث لديها معسكرات تدريب خاصة بها، حيث يتم إخضاع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات لتدريب شاقٍ للرقص والغناء والنمذجة والتمرين “لتحقيق المظهر المثالي” على مدار اليوم، دون وجود وقت للاستراحة إلا أثناء النوم، ويُجبَرون يوميا على كتابة مذكراتهم لتطّلع عليها الوكالة، كما يخضعون لمراقبة نظامهم الغذائي، ويتم وزنُهم صباحًا ومساءً، مع إبلاغ مدرب رئيسي بوزنهم ليقرر الإجراء المناسب لكل “ضحية”، في حين أن الضغط المزعوم للبقاء نحيفًا يعني أن بعض المتدربين ينتهي بهم الأمر إلى اتّباع أنظمة غذائية قاسية، بل وحتى تجويع أنفسهم، وقد اعترفت مغنية كود السيدات سوجونج من مجموعة فتيات في برنامج تلفزيوني كوري أنها اتّبعت حمية غذائية، لدرجة أن مستوى الهرمونات لديها انخفض إلى مستوى “امرأة في سن اليأس”، وقد وردت فضائع أكبر وأكثر شناعة في تقرير المركز الدولي للدفاع والأمن.
الأحلام بالخروج من الفقر تبقى أحلاماً
من ينضمّون لهذه الفرق أو يسعون للانضمام من الموهوبين في غالب الأحيان يظنون أنهم سيخرجون من حياة الفقر ليدخلوا عالم المال والشهرة، ولكن الحقيقة الصادمة أنهم يتورطون في عقود عبودية، حيث إن الوكالات غالباً تشترط أن يتم خصم تكاليف التأهيل والتدريب للفنان من أجره، ويتم احتساب ذلك بقيم مُبالغ فيها، وبعد ذلك يتم جني القليل من الأموال بسبب النسب المتدنية للفنانين من الأرباح، فيما يذهب باقي المبلغ إلى خزائن شركات الإنتاج التي تحتكر بعض الفنانين ضمن عقود تمتد لـ 15 عاماً ما يجعلها بحق شكلاً جديداً من أشكال العبودية ولكنها “برسم القانون”، عدا عن كون التدخل الكبير في الحياة الشخصية لهؤلاء الفتية من قبل الوكالات يدفع البعض منهم للاكتئاب، وينتهي ببعضهم المطاف إلى الانتحار مثل ما حدث مع جونغهيون عضو فرقة شايني، وسولي العضوة في “إف إكس”، وغو هارا من فرقة كارا، عدا عن التنمر عليهم في وسائل التواصل والتي سمحت اليوم للعديد من الناس بقول ما يريدون بعيداً عن الرقابة.
الجريمة مسكوت عنها
إننا اليوم أمام حالات من الامتهان تحدّث عنها القاصي والداني، ولعلك بنقرة واحدة على جوجل تستطيع التأكد من كل هذه الروايات، فالتقارير الدولية عديدة في هذا الموضوع، فيما يغض العالم الطرف عن هذه الخروق، ليزداد المشاهير بؤساً وتزداد خزائن شركات الإنتاج وحيتان عالم الموسيقى توسعاً.