ميليت يغادر “حقل الألغام” الليبي.. هل تنفض بريطانيا يدها؟
218TV| خاص
عبدالعزيز محمديين
أنهى الدبلوماسي البريطاني بيتر ميليت، مهامه كسفير للمملكة المتحدة لدى ليبيا، بعد قرابة الـ3 سنوات من العمل في “المُستنقع الليبي”، وبدا مؤخرا تراجع ظهور “المكوك البريطاني” في الفعاليات والمدن الليبية، ما قد يوحي بأن هناك توجه بريطاني لـ”نفض يدها” من الملف الشائك أسوة بما قامت به إدارة ترامب التي لم تُعيّن مبعوثا خاصا لها إلى ليبيا خلفا لجوناثان واينر الذي انتهى دوره في ليبيا مع وصول ترامب إلى سدة البيت البيضاوي.
وتتبادل أوساط ليبية “همساتها” بأن بريطانيا لم تعد ترى لها مصلحة في “الانغماس” بحقل الألغام الليبي، مستندة على تحليلات استنبطتها من ممارسات السفير ميليت الأخيرة وحالة الفتور التي سيطرت على عمله مؤخرا، حيث عُرف عنه قبل الشهور الأخيرة، بأنه السفير الذي لا يهدأ، ولا يعرف طريق “غض الطرف” عن أي مُناسبة أو حدث ليبي، ويطل برأسه “حاضرا أو مُعلقا”، لكن مؤخرا ظهر جليا أنه اكتفى نسبيا بالظهور على منصة “تويتر” مُعلنا رأيه “مؤيدا أو مُعارضا أو متمنيا”، وهو نهج مُختلف عن الدبلوماسية البريطانية، إلا إذا اتخذ قرار من “داوننغ ستريت”، مقر الحكومة البريطانية في لندن.
يقر المتتبعون للشأن الليبي أن السفير ميليت وصل حد نشاطه في ليبيا لمستويات عالية جدا، لدرجة أن بعض الأطراف اتهمته بأنه “الحاكم الفعلي لليبيا”، وكان يُلمس تأثيره على بعض الأطراف، وحتى أثناء الاجتماعات الأخيرة للجنتي تعديل الاتفاق السياسي في تونس، ظهر ميليت في لقاءات مُعلنة معها، وقد تكون هناك أخرى غير مُعلنة لإيصال رسائل ونصائح تضع البصمة الإنجليزية على أي تحرك.
المحصلة المؤكدة، أن بيتر ميليت أصبح دوره خارج الملعب الليبي، وقد سدد آخر “ركلة حُرة” اليوم في لقائه مع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، حيث أكد وقوف حكومة بلاده إلى جانب “الرئاسي” وحكومة الوفاق الوطني ودعمها خطة المبعوث الاممي إلى ليبيا غسان سلامة.
ويتساءل الكثيرون بهذه المناسبة، أنه هل ستلحق بريطانيا بتوجه الإدارة الأميركية “وتُريح نفسها” من العُقد الليبية، وبالتالي لن تُعيّن خلفا لميليت؟، أم أنها ستتمسك بمسارها الدبلوماسي العريق وتُحافظ على مصالحها على التراب الليبي، وتُرسل ممثلا جديدا لها؟.