ميسي ونيمار في ليبيا.. “الحُلُم على بُعْد دهر”
218TV|خاص
من مستحيلات كرة القدم أن يتمكن نادٍ عربي -في ظل “الخيبات العربية” المُسجّلة قاريًا ودوليًا – من شراء خدمة لاعبين كبار من وزن الأرجنتيني ليونيل ميسي و البرازيلي نيمار دا سيلفا، أو حتى ما دون هذه الأسماء، فليس “السر الغامض” في “الطوابير الطويلة” من أندية عالمية لشراء خدمات هؤلاء، بل في منظومة الرياضة العربية التي ينهشها “التخلف والفساد والمسؤول الفاشل”، والسعي إلى التحايل على الأنظمة والقوانين واللوائح الدولية، هذا يحصل في دول عربية “ثرية ومستقرة وآمنة”، فماذا عن ليبيا التي بعثرتها الأزمة في السنوات الأخيرة.
حقق الرياضيون في ليبيا “انتصارات مهمة” حتى في ظل سنوات الأزمة التي ابتلعت كل شيء في الداخل الليبي، لكن منظومة الرياضة في ليبيا والتي تشمل الأندية والمرافق والإدارات واللاعبين بحاجة إلى “تصحيح عاجل”، وتشكيل منظومة جديدة للرياضة في ليبيا، ووضع مظلة لرياضيين رفعوا إسم وعلم ليبيا عالياً رغم كل ظروفهم، ورغم سفرهم في ظروف قاسية وشاقة لساعات طويلة، إذ يتعين على الساسة والمؤسسات الليبية أن يتوحدوا خلف فكرة دعم الرياضة أولا فقد أثبتت التجارب أن الرياضة وحدها التي تمكنت من جمع مئات الآلاف، إن لم نقل الملايين خلف ليبيا، وهو ما لم يتمكن منه أي سياسي أو عسكري في ليبيا.
ليبيا الثرية نفطياً تستطيع أن تؤمن مبلغ 220 مليون دولار التي دفعها نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لقاء خدمات اللاعب نيمار، أو أي خدمات لاعب كرة قدم مميز حول العالم، لكن السؤال الأبرز في الداخل الليبي هل يمكن إقناع نيمار أو ميسي أو أي لاعب آخر بأن منومة الرياضة الليبية الحالية يمكن أن تحميه، أو توفر له مظلة قانونية، أو هل يمكن إقناع الوسطاء الدوليين في صفقات اللاعبين الكبار أن دوري كرة القدم الليبي يمكن للاعب عالمي أن يلعب بأمان عليه.
على من يقودون ليبيا سياسياً إن كان اليوم أو في المستقبل ألا يفكروا في قدوم لاعبين كبار للعب في ليبيا، بل عليهم أن يستثمروا في الرياضة تماما كم سيستثمروا في “الضي”، والبنية التحتية لقطاعات كبيرة، فالرياضة أثبتت أنها رقم صعب، وإنه يمكن لمكاسبها ماديا ومعنويا أن تتفوق على مكاسب “النفط والعقار”.