ميسي شوكة في حلق الإدارة الغامضة
آزاد عبدالباسط
كمشجعة لبرشلونة لا يختلف حالي كثيرا عن ذلك الشاب الصغير الذي انتظر ميسي لساعات ولم يأت فمستقبل النادي وكأنه بات مرهونا بخبر من النجم الأرجنتيني يثلج به صدور عشاق البلوغرانا.
ولكن دعونا نعود لبداية الحكاية ولماذا وصلت القلعة الكتالونية إلى هذا الحال بعد الفترة المزدهرة والتي توجت بعدد من الألقاب في زمن الرئيس السابق خوان لابورتا، الخلل يكمن في الإدارة الحالية من وجهة نظري والتي هي بالأساس امتداد لإدارة روسيل حيث كان بارتوميو نائبا للرئيس آنذاك قبل أن يخلفه في عام 2014 بعد إدانة روسيل في قضايا فساد بسبب قضية نيمار كانت عاقبته السجن لثلاث سنوات.
إدارة روسيل بدأت بخلط الأوراق مبكرا ليكون الضحية الأولى بيب غوارديولا المدرب الشاب الذي صنع التاريخ الحديث لبرشلونة ، لتبدأ سلسلة من المتاعب ويسقط جرائها عدة نجوم في القلعة الحمراء والزرقاء، فمنذ تولي بارتوميو زمام الأمور في برشلونة أصبح الوضع مريبا صفقات غير مدروسة وإصرار على لاعبين ومن ثم التفريط فيهم بطريقة غريبة، على سبيل المثال البرازيلي فيليب كوتينو والتي عانت إدارة البلوغرانا من أجل ضمه من ليفربول مقابل 120 مليون يورو و40 مليون يورو كمتغيرات ليتم بعدها إعارته لبايرن ميونخ بشكل غامض، المسألة لم تقف هنا فإدارة البرسا كانت مصرة أيضا على الدخول في صراع مع اتلتيكو مدريد من أجل ضم غريزمان مقابل 120 مليون يورو.
ورغم نجاح صفقة الانتقال إلا أن اللاعب لم يكن في مستوى تطلعات برشلونة، ناهيك عن الصفقات المريبة والتي بإمكاننا وضع ألف إشارة استفهام عليها ولعل أبرزها انتقال بولينيو من نادي غوانزو الصيني مقابل 40 مليون يورو ليعود مجددا إلى النادي الصيني بعد موسم واحد مقابل 50 مليون يورو وفي آخر الصفقات المريبة لإدارة بارتوميو هي الصفقة التبادلية التي عقدها اليوفي بانتقال آرثر البالغ من العمر أربعة وعشرين عاما مقابل بيانيتش البالغ من العمر ثلاثين عاما رغم تألق اللاعب البرازيلي مع النادي الكتالوني!
برشلونة من الأندية التي تعتمد على المدرسة الخاصة بها “أكاديمية لاماسيا” والتي خرّجت نجوم الجيل الذهبي لبرشلونة وعلى رأسهم ميسي وتشافي وانيستا وبيكيه وسيرجيو بوسكتس وفيكتور فالديز وبيدرو رودرغيز والقائد كارلوس بويول ولكن ماحدث في عهد بارتوميو جاء مخالفا لذلك، لأنه وباستثناء سيرجيو روبيرتو وانسو فاتي لم نشاهد أي لاعب من لامسيا إذ إن سياسية الإدارة الجديدة باتت واضحة بالاعتماد على الصفقات الخارجية والتي تكلف خزائن النادي أموالا طائلة لتعود التساؤلات من جديد عن سبب ذلك ولكن دون وجود إجابات.
كل هذا يجعل ميسي محقاً وغير ملام في قراره لأنه هو الواجهة الحقيقية للفريق والخيبات المتلاحقة باتت تمسه بشكل شخصي وتفطر قلب كل مشجع كتالوني فهل ستكون أزمة ميسي هي المسمار الذي سيدق في نعش إدارة بارتيميو.