موقف أميركي ملتبس.. بين التصعيد اقتصاديا والتخاذل عسكريا
أمام التعنت الروسي في المضي بالعملية العسكرية ضد أوكرانيا حتى نهايتها، يبدو الموقف الأميركي ملتبسًا في بعض جوانبه، لا سيما عسكريًا، بينما تتبع واشنطن نهجا تصاعديا فيما يخص العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو بهدف إخضاعها، أو على الأقل دفعها للتراجع عن حربها، وهو ما يبدو أنه سيَحتاج وقتًا طويلاً، ربما تحسم خلاله الأمور على الأرض لصالح الأخيرة.
وفيما بدأت تطفو على السطح اتهامات لواشنطن بالتخاذل في مواجهة روسيا؛ أكد الرئيس جو بايدن أنه لم يكن أمام بلاده بديل عن العقوبات ضد روسيا، سوى حرب عالمية ثالثة.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أمس، أن الولايات المتحدة ليست مهتمة بحظر الطيران فوق أوكرانيا، مشيرة إلى أن إنشاء هكذا منطقة سيتطلب بصورة أساسية من الولايات المتحدة إسقاط الطائرات الروسية، الأمر الذي قد يؤدي إلى نزاع مسلح مباشر، وهذا بالضبط ما تتجنبه واشنطن، كما أكدت ساكي أن مسألة استبعاد روسيا من مجلس الأمن الدولي، وهو ما طلبته أوكرانيا، أمر بعيد، فروسيا عضو دائم في المجلس واستبعادها ليس موضع نقاش، لكن التركيز منصب الآن على عزلها.
في المقابل، أعلن البيت الأبيض، أمس، فرض عقوبات جديدة تستهدف النخبة الحاكمة وشركاتهم وكذلك المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين، تشمل قيودًا على تأشيرات الدخول لهم ولأسرهم، وفي السياق أشار نائب وزير الخزانة الأميركية والي أديمو، إلى أن تحالف الدول التي تفرض عقوبات على روسيا يضم أيضًا دولاً في الشرق، متوعدًا بفرض مزيد من القيود على الاقتصاد الروسي.
تبدو مواقف وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، متناقضة في ظاهرها، فقد أعلن، أمس، مسؤول كبير فيها عن إقامة خط مباشر للاتصال مع نظيرتها الروسية، لحل النزاع ومنع الحسابات الخاطئة والحوادث العسكرية في المنطقة مع تقدم القوات الروسية داخل أوكرانيا، بينما أكد وزير الدفاع لويد أوستن في وقت سابق أن الإدارة الأميركية بصدد النظر في سبل تدريب القوات الأوكرانية عن بعد حال سيطرة روسيا على أوكرانيا.
وبحث المسؤولون العسكريون وسائل تقديم مزيد من المعدات الدفاعية، بما في ذلك الذخيرة، للقوات الأوكرانية، وهو أمر يصبح في كل يوم أكثر صعوبة مع توغل القوات الروسية، التي باتت على مشارف كييف.