موسكو “تلسع” واشنطن بـ”البغدادي”.. بـ”مخاطرة أقل”
218TV.net خاص
لا يُغادر مشهد انهيار الاتحاد السوفييتي مخيلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان ضابطا في ال”KGB” –جهاز الاستخبارات السوفياتي- بمحطة بون الألمانية، إذ يُقال أنه خرج ب”صدر عارٍ” حاملا رشاشا ثقيلا على سبيل التأهب لاقتحام متظاهرين أمام السفارة السوفييتية في ألمانيا، وثمة من يزعم أن الرجل قد تعهد بـ”إعادة الهيبة” لبلاده، فتصرفات الرجل، وإصراره على “اللعب” بـ”مناطق الاكتظاظ” الأميركية توحي بأنه يريد أن يزاحم واشنطن على “مناطق الهيبة والقوة”.
في “الميدان السوري” المُلْتهب والمُتفجّر انتظر “القيصر الروسي” إنهاك وتعب كل الأطراف المُتدخلة في سوريا، فقرر في “لحطة مصيرية” لكل الأطراف أن يُطيّر مقاتلات “السوخوي” إلى سماء الشام، راميا ب”الثقل الروسي” في الميدان، وهو تدخلٌ أعاد “خلط الأوراق”، ما أجبر أميركا على مراجعة كل “خططها وحساباتها” على الأرض السورية، إذ لوحظ “الحرج الأميركي” سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً في منحنيات الحرب السورية.
تقول أوساط دبلوماسية شرق أوسطية مُواكِبة إن القيادة الروسية طلبت منذ سنوات تحديد أهداف استراتيجية “مُحْرِجة” لأميركا، فبعد “النشوة الأميركية” باصطياد زعيم تنظيم القاعدة في مايو 2011 أرادت موسكو الرد على “الإنجاز الاستخباري الأميركي” عبر اصطياد “رؤوس إرهابيين” في منطقة الشرق الأوسط، فكان لابد من تعقب البغدادي لاصطياده، إذ حاولت روسيا من قبل مرتين تصفية البغدادي، لكن “الثالثة ثابتة”، إذ على الأرجح أن صاروخا روسيا انطلق وفق “معطيات استخبارية” بشأن “هدف سانح” يتواجد في أحد أحياء منطقة دير الزور السورية.
الإطاحة بـ”رأس داعش” أعطى “ميزة إضافية” للوجود الروسي في سوريا، وهو “لسعة مؤلمة” لواشنطن التي مالت إلى “الحذر الفاتر” وهي تُقيّم المعطيات الروسية بشأن مقتل البغدادي، فيما مالت أو ستميل روسيا إلى “استعراض إضافي” فهي تريد أن تقول إنها لم تصطد البغدادي وحده بل قتلت “قيادات عليا” في داعش بأقل “مُخاطرة ممكنة”، وأن تأخر إقرار التنظيم بموت الخليفة ربما يأتي بسبب عدم وجود “رؤوس كبيرة” في التنظيم قادرة على الحلول مكان البغدادي.