من هذه النافذة يفوح إبداع الأنامل الليبية
في متجر صغير بمدينة مصراتة الساحلية الليبية يعمل ليبي متحمس للفن على إحياء المشهد الفني في البلاد من خلال تحفيز الشبان.
وتوفر صالة دونة الفنية التي أسسها هيثم دندونة في عام 1985 مكانا للفنانين الليبيين لإبداع لوحات ورسمها قبل عرضها على مشترين وهواة جمع الأعمال الفنية.
ولا توجد معايير محددة لمن يمكنه الاستفادة من الصالة طالما أن الفن هو هدفه النهائي.
وقال صاحب المتجر هيثم دندونة “المحل كان معتمد علي اللوحات الخارجية أكتر شي، وغيرنا الفكرة لتنمية الفن للشباب الليبيين سواء الفنانين الكبار أو الشباب الطلبة الجدد. وفرنا لهم مكانا مناسبا لرسم اللوحات ووفرنا لهم مكانا مناسبا لبيع اللوحات، وفِي نفس الوقت وفرنا بيئة للطرفين، للرسام وللمقتني”.
وأصبح بمقدور المشترين المحليين الآن مشاهدة فنانيهم المفضلين وهم يرسمون اللوحات قبل أن يشتروها.
وتتيح الصالة كذلك للفنانين الأصغر سنا فرصة لرؤية أعمال لفنانين مخضرمين.
وقد تمكن كثير من الفنانين الشبان من بيع أعمالهم في هذه الصالة.
من هؤلاء فنان هاو يدعى آدم المحجوب (18 عاما) وهو طالب في كلية الطب قال لتلفزيون رويترز “أنا هوايتي الرسم سابقا، قبل كنت نمارس هوايتي يعني في المنزل بس. ما فيش فرصة نمارس هواية يعني، نعرضها للناس. بعد لما شاركت في معرض دونة هنا، شاركت ببعض رسمات وانباعن (تم بيعها) يعني وأعطاني حافز إني نكمل الرسم وشجعني يعني بيش نكمل هوايتي”.
وعبر الكاتب والأديب الليبي، من مصراتة، يوسف الغزال عن سعادته بهذا العمل قائلا “إذا كان لقينا صالة زي هدي مثلا صالة أهي جمعت الفنانين وعرضت اللوحات وخلت (جعلت) الناس يعتادوا شراء اللوحة وتعليق اللوحة في صالاتها وبيوتهم وأصبحت اللوحة الحية التي يرسمها الفنان جزء من الديكور الليبي. فهدا انتصار كبير يعني، نقلة إلي نشر حاجة اسمها تذوق اللون، تذوق الجمال، أن أدرك حاجتي إلي أن نشعر بالأشياء الجميلة. فهدا هو في حد ذاته يجعل من الإنسان أكتر إنسانية”.
وتبدو اللوحات والفن حاليا وكأنها ذكرى بعيدة يرغب دندونة في إنعاشها.