من طرابلس لإندونيسيا..ودُعاء بمصير “آتشيه”
بدأت مياه الأمطار تنحسر عن طرابلس، ويعود إلى المدينة رونقها المميز، الذي لا ينطفئ رغم الحروب ومعاناة السنوات.
الأمطار والسلاح وانحسارهما سوية يذّكر بقصة سومطرة الإندونيسية، التي عانت الأمرّين من حرب طويلة بين الحكومة المركزية ومتمردين متطرفين أعلنوا حكومة في الجزيرة.
في العام 1976 بدأ التمرد في الشمال الإندونيسي من حركة آتشيه رغبة في الانفصال، مُشكِّلة حكومة وخالقة توترا في المنطقة.
ليبيا البعيدة جغرافيا لم تكن بعيدة سياسيا، فالنظام السابق دعم الحركة بالسلاح والتدريب، في دأبه الدائم لدعم الحركات المسلحة في العالم، أيا كان توجهها، وكيفما كانت أهدافها.
ودفع التمرد الدولة الإندونيسية إلى تحريك آلاف الجنود حتى وصلوا إلى ما يزيد على 35 ألفا في نهاية عام 2003 مقابل بضعة آلاف من المسلحين المنتشرين في غابات الجزيرة.
لم يفلح الجنود في القضاء على التمرد في الجزيرة، فكانت نهاية أغرب، جاءت تسونامي، وأغرقت الجزر الإندونيسية، لتطوي صفحة آتشيه، التي فشل السلاح في مواجهتها.
الطرابلسيون الذين نجوا من الأمطار اليوم، بعد أيام من المعاناة، حملوا في أمنياتهم نهاية مشابهة لما حدث في آتشيه، في أن تحمل سيول الأمطار كل المتقاتلين، الذين انسحبوا قبل الكارثة بيوم واحد، لينتهي عبث السلاح في العاصمة إلى الأبد، بعدما فشل الساسة في القضاء عليه.