من تركيا .. سيالة يُثمن الدور التركي في ليبيا
أكد وزير الخارجية في حكومة الوفاق محمد الطاهر سيالة أن البحر الأبيض المتوسط يُمثّل أولوية للسياسات الدولية والإقليمية، ويُشكّل قاعدة مركزية للتنافس بل والنزاع في بعض الأحيان، ولقد حاولت الدول المُطلة على هذا البحر التعايش مع بعضها على مدى قرون وجعله بحيرة أمن وسلام واستقرار.
وجاءت تصريحات سيالة خلال لقاء له مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بأنطاليا، وأشار سيالة إلى أن توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا جاءت في إطار التعاون لتقاسم الموارد في المياه الاقتصادية الخالصة للبلدين، استناداً إلى أسس قانونية وشرعية محلية ودولية، وتم إيداعها وقبولها كإحدى وثائق الأمم المتحدة، مؤكدا أنها ليست موجهة ضد أي دولة ولا تمس بأي حال من الأحوال حقوق الآخرين.
وأشار سيالة إلى ملاحظتهم لانتقاد الاتفاقية من قبل بعض الدول التي شككت في شرعيتها، مضيفا أنها سارعت إلى توقيع اتفاقيات مماثلة، وأقامت تحالفات جيوسياسية متعددة الأطراف مثل منتدى شرق المتوسط للغاز، التي في الواقع لم تكن مبنية على أسس وقواعد قانونية حسب قوله،
منتقدا تلك الاتفاقيات وواصفاً الدول التي وقّعتها بأنها “لم تأخذ في الاعتبار مصالح الدول الأخرى” بل كانت مجرد ردود فعل، وما زاد من تعقيد الأوضاع دخول بعض الدول غير الواقعة في نطاق شرقي البحر المتوسط على الخط ومحاولتها تقويض الاتفاق الليبي التركي وتأجيج الوضع لاعتبارات سياسية وانتقامية معينة حسب قوله.
وحذر وزير خارجية الوفاق من أن التطورات الأخيرة في شرق المتوسط وما تشهده حالياً من توترات وخلافات حول استغلال موارد الطاقة تنذر بانجرار الأوضاع إلى صدامات واشتباكات نحن في غنى عنها، وتدق ناقوس الخطر بضرورة معالجة هذه المشاكل بأسرع ما يمكن، داعيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس والابتعاد عن لغة التهديد والوعيد، والجلوس فوراً إلى طاولة الحوار دون شروط مسبقة والامتثال للقانون الدولي البحري للتوصل إلى حلول سلمية تضمن لجميع الدول حقوقها وتساهم في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وثمّن سيالة موقف تركيا التي قال عنها إنها منفتحة على الحل السياسي، وما قدمته من اقتراح لعقد مؤتمر دولي تُشارك فيه جميع البلدان المعنية؛ لمناقشة مشاكل حوض البحر المتوسط بالحوار والتفاوض، والتوصل إلى حلول سلمية بما يتوافق مع القانون الدولي، قائلا إن هذه الدعوة التركية لم تلقَ ردودا إيجابية مماثلة من الدول التي قال بأنها مشككة في الاتفاقية الليبية التركية.
وأشار سيالة إلى ما وصفه بـ “عمق العلاقات” الليبية التركية وأواصر الأخوة والصداقة والشراكات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية بين البلدين، مشيرا إلى أن تركيا كانت من الدول السباقة لدعم حكومة الوفاق الوطني خلال الظروف الصعبة التي مرّت بها في السنتين الماضيتين، الأمر الذي أدى إلى انتعاش الآمال للوصول إلى تسوية سياسية ونحن في تنسيق دائم معها حول كل القضايا الإقليمية والدولية.