من الذي دفع الليبيين لـ”تصديق غارديان”؟.. هبّة السني “غامضة”
218TV| خاص
لاحظت أوساط ليبية مُواكبة لزيارة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج إلى الولايات المتحدة الأميركية أن انتفاضة المستشار السياسي للسراج طاهر السني بشأن معطيات ومعلومات نُشِرت في صحيفة “غارديان” البريطانية تبدو بعيدة كل البعد عن “الواقعية السياسية” لأن الصحف العالمية لديها مصادر يمكن أن تستنبط منها معطيات قمة من هنا، ولقاء من هناك في العواصم البعيدة، فيما تلفت هذه الأوساط إلى أن السني قفز عن “العنصر الأهم”، وتجاهله تماما مع أنه هو الذي يجب أن يتوقف الليبيون عنده.
طبقا للرأي العام المُتداول، فإن السراج والسني لم يُطْلِعا الليبيين لا عبر مؤتمر صحفي، ولا حتى بيان من أسطر قليلة عن محادثاتهم في واشنطن، ولا يعرف أحد في الداخل الليبي لماذا تتم هذه الزيارة أساسا في “توقيت مريب” يسبق موعد انتهاء مفعول الاتفاق السياسي بأيام قليلة، وهذا وضع من بدا من الطبيعي معه أن يلجأ الليبيون إلى الاستعانة بالصحف العالمية وترجماتها لمعرفة “أسرار الزيارة”، ولاقتفاء أثر جدول الأعمال “المخفي”، وهو الذي يختلف غالبا عن جدول الأعمال المعلن في اللقاءات العالمية.
لا يملك السني حق تكذيب صحف دولية مرموقة، ما لم يُقدّم هو بصفة شخصية، أو حتى “رئاسي الوفاق” بصفة رسمية “رواية متماسكة” بشأن ما جرى بحثه فعلا في اللقاءات الأميركية الليبية، إذ كان يفترض أن يصطحب السراج وفدا إعلاميا من صحافيين ليبيين إلى القمة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أسوة بما يفعله كبار المسؤولين الدوليين أثناء زياراتهم الخارجية المهمة.
حاصل القول، قد يكون لـ”غارديان”، وسواها من وسائل إعلام دولية “أجندة مخفية” من الحدث الليبي، وهذه أجندة غامضة “لسعت” ليبيا والليبيين مرارا في السنوات الأخيرة، لكن المستغرب أن يصمت من يفترض فيهم الحديث حتى لا ينساب “فضول أهل القضية” نحو “مصادر غير آمنة” لمعرفة ما يدور في بلادهم، فيما تظل القاعدة الصحفية المعروفة “تكذيب الخبر لا ينفيه” صحيحة إلى أن يثبت العكس.