من الذي أسقط “حشمة” الليبيين على ال”Social media”؟
218TV.net خاص
ما إن يُنْشر مقطع فيديو على ال”Social media” لمطربة أو مطرب أو مذيعة أو مذيع حتى ينتفض “البوست”.. “شتماً وعداوات وانتقادات حادة”، لكن اللافت أن كل من شتموا وانتقدوا بحدة “الخطوط الحُمْر” شاهدوا المقطع وهو ما يعني أنهم لا يشتمون أو ينتقدون بسبب “خلفيات دينية أو مبدئية”، فيما تعتبر أوساط ليبية أن “الشتم” على مواقع التواصل الاجتماعي أصبح “سمة غالبة” لدى كل الليبيين، في ظل بحث عن سبب هذه الثقافة، خصوصا وأن مواقع التواصل تتيح عبر فضائها “حصة مُتساوية” للجميع ليتواصلوا ويتحاوروا وينتقدوا.. ويشتمون أيضا من دون ضوابط.
لا يقتصر “الرفض والشتم” على مقاطع الفيديو لفنانين ومذيعين ومطربين، بل تعدى الأمر ذلك إلى أن يُواجَه “بوست” أو مقالة أو مقابلة لسياسي أو مثقف بالقَدْر نفسه من “الشتيمة”، إذ تُظْهِر التعليقات أن قلة فقط من الليبيين في “السنوات الست العجاف” أتقنت “الحوار الموضوعي” بعيدا عن الشتم ب”أسوأ الألفاظ”، حتى أن جزءاً كبيرا من “الطبقة السياسية المستجدة” تجدها تهرب نحو “الألفاظ السيئة” في حوارات وتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي.
لا توجد أرقام محددة لأعداد الليبيين على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، لكن أوساط تُقدّرها بحدود المليونين تزيد أو تنقص قليلا، فيما تلفت أوساط ليبية “طريفة” أن مئات الآلاف منهم يتقنون “الشتم” بلا ضوابط”، كما يتقنون “المبكبكة”، لكن المُحْزِن أن الشتم غالبا لا يطال الظاهر في المقطع أو في البوست، بل يطال أفراد عائلته بأكثر الألفاظ “بذاءة”، وهو ما يُعرّض كثيرا من المشاهير في السياسة والإعلام والرياضة إلى “حرج اجتماعي كبير”.
الطريف، أو المفارقة المرصودة هنا أن مئات الآلاف من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي قد أصبحت تظهر ب”أسماء مستعارة”، إذ تقول التقديرات إن الإقبال على هذا النوع من الحسابات الوهمية قد يكون مرده إما الهرب من “الحرج الاجتماعي”، أو ل “تقليد الشتّامين” من دون أن يظهر اسمه الحقيقي، وبصرف النظر عن هذا الرأي فإن “الحشمة الليبية” على ال”Social media” تحتاج إلى “ترميم عاجل وسريع”، يمكن أن تكون الخطوة الأولى فيه “ميثاق شرف طوعي”.