منى جبلة انتحارية تونس.. القصة كاملة
متابعة 218
بعد انجلاء دخان التفجير الانتحاري الأخير الذي استهدف دورية أمنية بشارع الحبيب بو رقيبة وسط العاصمة تونس، تكشّفت المعلومات التفصيلية بشأن شخصية الانتحارية التي نفّذته.
فقد أعلنت الداخلية التونسية أنّ الانتحارية منى محمد جبلة ذات الـ30 عاما، تنحدر من قرية زردة بمنطقة سيدي علوان في ولاية المهدية وسط البلاد الشرقي المطل على حوض البحر المتوسط، مؤكّدة أنها لا تملك أيّ سوابق أمنية، أو ارتباطات بجماعات إرهابية.
وعلى النقيض من إعلان الداخلية التونسية، فقد رجّح جيران جبلة انتماءها لتنظيم “داعش” الإرهابي؛ لكونها دافعت منذ العام 2017 عن طروحات مشابهة لطروحات التنظيم.
وعززت هذه الترجيحات معلوماتٌ بيّنت قيام شاب تونسي، مقيم في تركيا، بتجنيد جبلة في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي عبر الشبكة العنكبوتية، بعد أن أغراها بالزواج منها؛ لتعلن وفقا لأحد صديقاتها استعدادها لتنفيذ أيّ شيء، ومن ضمنه العملية الانتحارية؛ لتثبت إخلاصها لحبيبها المزعوم.
وأشارت المعلومات إلى أن ذلك الشاب أرسل لها حزاما ناسفا تقليدي الصنع عن طريق صديق له التقته في العاصمة تونس، بعد أن تحجّجت للذهاب إلى هناك بالبحث عن فرصة عمل، لكونها عاطلة عنه، رغم تخرجها من الجامعة التي درست فيها اللغة الإنجليزية منذ 4 أعوام.
المعلومات مضت في التوضيح بأنّ جبلة اضطرت لرعي الأغنام للإنفاق على أسرتها، وأنها كانت في عزلة تامة منذ 6 أشهر لم تغادر خلالها منزلها، مبينة بأنها قريبة لمنفذ عملية باردو في مارس عام 2015.
من جانبها أكدت ذهبية السعفي والدة الانتحارية منى أن ابنتها كانت فريسة للإرهاب الذي أعدها لتكون أول انتحارية في تاريخ تونس؛ لتدمر بفعلتها كامل أسرتها وخصوصا شقيقتها وشقيقيها.
وأضافت بالقول:”لقد أوقع الإرهابيون بها لأنها ساذجة وهشة، رغم أننا عملنا كل شيء لتنهي دراستها، وكانت مدللة حتى أنني بعت أرضا فيها شجر زيتون، لكي أشتري لها كما طلبت حاسوبا، قبل أربع سنوات”.
ووفقا لرواية الأم فقد خصّصت منى وقتها للإعداد للدراسات العليا، ولهذا كانت تنعزل كثيرا في غرفتها للتركيز على دراستها أو لإرسال طلبات عمل مشيرة إلى عدم قيامها بأيّ تصرف يوحي بأنها باتت متطرفة لأن حجابها كانت ترتديه منذ نيلها شهادة الليسانس، وتصلي مثل الجميع.
وأضافت ذهبية السعفي بأن ابنتها منى أبلغت أسرتها، ومن ضمنها خالتها سعيدة التي تعيش في المنزل أيضا، أنها تنوي التوجه إلى سوسة لقضاء بضعة أيام فيها للبحث عن عمل، ولدى مغادرتها منزلها في الساعة الـ7 من صباح السبت الماضي عرض عليها خالها حبيب السعفي إيصالها حتى موقف الحافلة لكنها رفضت قائلة إنها تنوي التوجه إلى طبيب في بلدة سيدي علوان التي تبعد 7 كيلومترات عن قرية زردة.
من جانبه أشار والد منى محمد جبلة إلى أن ابنته لا يمكن أبدا أن تؤذي أحدا، وقد تم بالتأكيد التلاعب بعقلها متهما قادة البلاد بالمسؤولية عن المصير الحزين لابنته، التي قال إنها مثالية ووردة الأسرة وألطف أفرادها، بسبب محاباة القادة وتهميشهم للشباب.
أما خالة منى سعيدة السعفي فقد قالت:”إذا كانت عاشت لتحصل على هذه النهاية فإني أفضل لو لم تكن ولدت أبدا، لقد رحلت لكننا الآن من سيدفع الثمن، ومن سيستمر في العيش في الألم”.