منظمة الصحة العالمية: استراتيجية “مناعة القطيع” أمر غير أخلاقي
انتقد مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، “مناعة القطيع” كاستراتيجية لمجابهة فيروس كورونا.
وأوضح غيبريسوس مؤتمره الصحفي الدوري في جنيف : “لم يسبق في تاريخ الصحة العامة أن تم استخدام مناعة القطيع كاستراتيجية للاستجابة لتفشي الأمراض، ناهيك عن جائحة. إنها مشكلة علمية وأخلاقية. السماح لفيروس خطير لا نفهمه تماما أن ينتشر بحرية هو ببساطة أمر غير أخلاقي. إنه ليس خيارا”.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن: “مناعة القطيع تتحقق بحماية الناس من الفيروس لا بتعريضهم له”، مضيفا أن “هناك العديد من الخيارات والتدابير التي يمكن للدول فعلها والاستمرار في القيام بها بهدف التحكم في تفشي الفيروس وإنقاذ الأرواح.. الأمر ليس مسألة خيار بين السماح للفيروس بالانتشار بحرية أو إغلاق مجتمعاتنا”.
وأشارت المنظمة إلى “مناعة القطيع” التي ركّز عليها المدير العام، “بأنها تعني إمكانية حماية الأفراد من فيروس ما، بعد تحصين أعداد كبيرة من السكان باللقاح المضاد للفيروس. على سبيل المثال، كما ذكر الدكتور تيدروس، فإن مناعة القطيع ضد مرض الحصبة تتطلب تحصين حوالي 95% من السكان ضد المرض، ليصبح الأفراد الذين يمثلون الـ5% المتبقية محميين لأن المرض لن ينتشر بين من تلقوا اللقاح”.
وأشار المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور مايك رايان :”المثير للقلق هو ما بدأنا نراه من زيادة في معدلات دخول المستشفيات ووحدات العناية المركزة في أماكن مثل فرنسا، المملكة المتحدة، أيرلندا ودول أخرى. ومن المهم حقا أن تكون الأنظمة الصحية قادرة على التعامل مع هذه الزيادات خلال الأسابيع القادمة”.
الآثار الطويلة للفيروس:
وتطرقت رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، ماريا فان كيرخوف، عن الآثار الطويلة لكورونا، “بدأنا الآن فقط في التعرف على التأثيرات طويلة المدى على القلب والدماغ والرئتين والصحة العقلية وقدرة الناس على التعافي من عدوى كورونا. ولذا، فنحن لا نحتاج فقط إلى العمل الجاد لتقليل الوفيات، بل نحن أيضا بحاجة إلى تقليل عدد الإصابات”.
وعن اللقاحات، ذكرت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، الدكتورة سوميا سواميناثان، “إن مرفق كوفاكس المعني بلقاح كوفيد-19، آخذ في الاتساع”.
وأشارت سواميناثان، إلى أن يوم 9 أكتوبر الماضي، كان موعدا نهائيا للدول لتقديم التزامات بدعم توفير اللقاح. وأكدت أن أكثر من 180 دولة قد التزمت.
وأكدت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، “أن هناك حوالي 40 لقاحا مرشحا الآن في مرحلة ما من التجارب السريرية و10 منها في المرحلة الثالثة من التجارب، وهي المرحلة الأخيرة، “والتي ستخبرنا عن كل من الفعالية والسلامة”.