منتدى الشرق وملامح زعامة جديدة لروسيا
احتضنت روسيا منتدى الشرق الاقتصادي الذي جمع زعماء ورؤساء وزراء دول عدة من شرق آسيا، فيما بدت أنها محاولة روسية لتكوين قطب اقتصادي وسياسي جديد، يعزز من نفوذها في المنطقة، ويقوي أدواتها في مواجهة تحديات جديدة.
وقد يوصف المنتدى بالعادي خارج سياقه الزمني وحساسية العلاقات التي تربط الدول المشاركة فيه، استضافته روسيا تحت مسمى “منتدى الشرق الاقتصادي” بنسخته الخامسة وبحضور الرئيس فلاديمير بوتين وعدد من قادة الدول الآسيوية البارزين، ولم تقتصر المناقشات بين زعماء الدول على آفاق التعاون الاقتصادي بينهم بل امتدت إلى مواضيع سياسية وأمنية تهم جميع الأطراف.
ويمكن تفسيرتوقيت المنتدى من عدة جوانب، فقد يكون ردا روسيا على قمة الدول السبع التي استبعدتها عقب التوتر مع أوكرانيا، أو محاولة من موسكو للحد من نمو التنين الصيني في شرق آسيا عبر بناء تحالفات جديدة لها مع دول الجوار متجاوزة بذلك التوتر العسكري والأمني مع اليابان وهو ما ناقشه بوتين مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي رحب هو الآخر مبديا تطلعه إلى تبادل صريح لوجهات النظر حول القضايا الثنائية، بدءا بمشكلة إبرام معاهدة سلام بين البلدين.
شهد المنتدى قمة أخرى جمعت بوتين مع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، وقعا خلالها حزمة واسعة من الاتفاقات لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري، وأهمها في مجال الإنتاج المشترك لقطع الغيار ومكونات الأسلحة والمعدات العسكرية، وأشاد كلاهما بعمق العلاقات وتجذرها، وأعلنا قرب انطلاق المفاوضات بشأن اتفاقية للتجارة الحرة بين الهند والاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي يضم روسيا، بيلاروس، كازاخستان، أرمينيا، قرغيزستان.
وحاولت موسكو خلال المنتدى حشدت مزيد من التحالفات في وجه واشنطن بعد الانسحاب من معاهدة الحد من التسلح، وللتقليل من أثر نشر الأخيرة الصواريخ في كوريا الجنوبية واليابان.