ملف الاختطاف في ليبيا.. الوجه الآخر لفشل الحكومات
تقرير خاص| 218
الاختطاف في ليبيا، يعدّ من أخطر الملفات التي لم تُعالج، ويُمكن وصفه بالملف المنسيّ، بسبب غياب العدالة والمحاسبة لكل من يساهم أو يشارك في عمليات الاختطاف، أو من يسكت عنه، وبالرغم من المطالبات الحقوقية الدولية والمحلية، بتسليط الضوء على الظاهرة التي أصبحت تُؤرق الليبيين، إلا أن الملف الشائك، مازال ينتظر المعالجة والبحث عن الحلول التي يأتي في مقدمتها الحلول الأمنية التي تحافظ على حياة وخيارات الناس.
واعتادت الجهات الرسمية والمنظمات الحقوقية، فتح الملف، في المناسبات الدولية التي تُسلط الضوء على الحادثة، في مطالباتها وأمنياتها بأن يتم معالجة الملف بالطرق الصحيحة.
ولكن.. تعود من جديد، هذه الظاهرة الإجرامية، من بنغازي وطرابلس مؤخرا، على وجه التحديد، بعد اختطاف الناشط ربيع العربي في بنغازي أثناء مشاركته في مظاهرة إنقاذ ليبيا من الفساد والفاسدين، وإطلاق سراحه بعد ثلاثة أيام من اختطافه.
وفي طرابلس، تكرر الأمر مع اختطاف الدكتور عبدالمنعم الغدامسي، الذي أُختطف منتصف شهر سبتمبر الجاري، بالقرب من منزله في طرابلس، وأُطلق سراحه فيما بعد، قبل أيام، دون أي توضيح من الجهات المسؤولة، في بنغازي عن ملابسات الاختطاف لربيع العربي والدكتور عبدالمنعم الغدامسي.
لكنّ ما حدث مع المواطنة “فتحية اللافي”، التي كانت مختطفة منذ السادس عشر من الشهر الجاري، وتم العثور على على جثتها مساء الثلاثاء الماضي، بمنطقة المشروع في طرابلس، وتواردت أنباء عن تعرضها لعدة طعنات، فقد أحزنت الليبين الذين يراقبون حالهم اليوم ويتخوفون من “طيور الظلام” التي تختطف تقتل في ليبيا.
وهُنا سننشر لكم أسماء المختطفين وأماكنهم وتاريخ اختطافهم، وهي مجرّد عيّنة بسيطة من قائمة الكبيرة للمختطفين والمختطفات في ليبيا، والتي زادت منذ السنوات الماضية:
20 سبتمبر 2018:
انتهت قصة المختطف من مدينة سوكنة “خالد الرياحي” بعد أن تم اختطفافه من مزرعته في سمنو تظافرت الجهود الأمنية إلى أن تم تحريره والقبض على الخاطفين.
23 ديسمبر 2019:
أعلن جهاز المباحث الجنائية فرع الغربية، اليوم الاثنين، اختطاف ضابط وبرفقته عضو شرطة تابعيْن له، على يد مجموعة مسلحة، وقال إنه تم احتجازهما في مكان غير معلوم.
10 نوفمبر 2019:
تعرض الدكتور “عبد الفتاح المالطي” رئيس جامعة الزيتونة بترهونة، ورفيقه الأستاذ “أحمد مسعود” المسجل العام للجامعة للاختطاف اليوم السبت على طريق سرت – الجفرة .
13 أكتوبر 2019:
طالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، وزير الداخلية بالحكومة المؤقتة، والأجهزة الأمنية ومديرية الأمن ومكتب المحامي العام بمدينة بنغازي، بسرعة التحرك لكشف مصير المحامي أبو بكر السهولي، وضمان إطلاق سراحه، وكشف الجناة وتقديمهم للعدالة.
2 أكتوبر 2019:
طالب المجلس الأعلى للدولة في بيان، جميع الجهات الأمنية المعنية ببذل كافة الجهود لكشف مكان عضو المجلس مصطفى التريكي الذي اختطفته مجموعة مسلحة من أمام بيته بالمطرد بمدينة الزاوية.
23 مايو 2019:
أقدمت مجموعة مسلحة، الخميس، على اختطاف سائق شاحنة تابعة لشركة خدمات النظافة العامة في سبها ومساعده إضافة إلى سرقة الشاحنة، قرب المكب العمومي الذي يقع على بعد 7 كيلومترات شمال غرب المدينة.
12 يناير 2019:
أُطلق سراح المختطفين الستة من منطقة وادي البوانيس، بعد دفع مبلغ 150 ألف دينار ليبي للعصابة المسلحة التي قامت باختطافهم وتعذيبهم لمدة ثلاثة عشر يوما.
2 ديسمبر 2019:
أفاد مصدر أمني باختطاف المهندس صلاح إسكينيد في إحدى بوابات مدينة مصراتة أثناء عودته من مدينة الزاوية رفقة ابن اخيه طاهر فرج اسكينيد، حيث كان في طريقه لإجراء مقابلة للأخير بمعهد النفط الزاوية.
7 مارس 2019:
احتج أهالي صبراتة على اختطاف أبناء المدينة، مهند جمال الربيع ورفيقه علي عمر الصيد منذ سبتمبر 2017 في مدينة تاجوراء حتى الآن دون معرفة مصيرهم، وأيضا لمعرفة مصير العقيد بشير الجديدي المختطف في عام 2014 أثناء ذهابه إلى مدينة طرابلس.
9 يوليو، 2020
اختطاف الحاج مصباح بنور العتري البالغ من العمر 89 عاما من مزرعته الواقعة في منطقة قصر الأخيار شرقي طرابلس.
17 يوليو 2019:
اختطاف عضو مجلس النواب سهام سرقيوة، بعد أن جرى تداول معلومات عن فقدان الاتصال بها، إثر إطلاق نار كثيف وقع أمام منزلها لسبب لا يزال غير معلوم لكنه وفق مصادر أعقب تظاهرة لمتجمهرين أمام منزلها في مدينة بنغازي.
12 أكتوبر 2019:
أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عن قلقها من واقعة اختطاف 6 أطباء من قبل مسلحين بالقرب من مدينة الزنتان، كانوا ضمن قافلة طبية في طريقها إلي مدينة غدامس في مهمة عمل إنسانية لتقديم الخدمات الطبية لمستشفى غدامس العام.
21 مايو 2020:
أقدمت عصابة خارجة عن القانون بالتعدي على أسرة “عبدالحفيظ ميينة” بمنطقة الكريمية بشارع السامبا وقامت بسرقة منزلهم واختطاف ابنتهم.
3 مارس 2020:
أقدم عناصر من قوة الردع الخاصة، على اختطاف المدير العام للخطوط الجوية الأفريقية، علي ميلاد ضو، من أمام منزله في شارع عمر المختار، الليلة الماضية، وفق مصدر من الشركة.
27 فبراير 2020:
أعلنت الجمعية الليبية لأعضاء الهيئات القضائية عن اختطاف القاضي بمحكمة الخمس الابتدائية “محمد بن عامر” في ظروف غامضة –حسب منشور الجمعية على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
12 سبتمبر 2020:
أعلنت مديرية أمن بني وليد، تحرير 8 من الجالية المصرية، بعد عملية اختطافهم على الطريق العام بين منطقتي القريات والشويرف.
2 سبتمبر 2020:
أعلن نشطاء في طرابلس، اختطاف مؤسس حراك “صوت الشعب” محمد البوعة، وسالم قدمور، أحد نشطاء الحراك، في طرابلس.
4 يونيو 2020:
أكدت عائلة “وصال عبدالحفيظ” الفتاة المختطفة من منزلها بمنطقة الكريمية في طرابلس منذ 19 مايو، عودتها إلى البيت عصر الأربعاء، في حين تضاربت الأنباء عن سيناريو إفلاتها من خاطفيها.
23 أبريل 2020:
أدانت وزارة الصحة بحكومة الوفاق ما وصفته بالاعتداء والاختطاف الذي تعرض له أطباء وعناصر طبية مساعدة بمستشفى ابن سينا في مدينة سرت.
قضايا اختطاف هزّت الشارع الليبي:
أطفال الشرشاري:
في الثاني من ديسمبر 2015 في صرمان، وبينما تتحرك سيارة إلى المدرسة في داخلها عبد الحميد، محمد، ودهب، يوقفهم 6 رجال مسلحين وملثمين، يستقلون سيارتي شيفروليه، يطلقون النار على السيارة مما يتسبب في جرح السائق، ويخطفون الأطفال.
وفي شهر يوليو 2018، كشف جهاز المباحث الجنائية الغربية، عن الموقع الذي وجد فيه رُفاة الأطفال، بعد قتلهم، ما جعل القضية تُصبح قضية رأي عام، في كل ليبيا، بعد شكف أسماء المتورطين وإحالتهم للعدالة.
عبدالمعز بانون:
في الرابع والعشرين من شهر يوليو 2014، هاجم مسلحين منزل والد الناشط عبدالمعز بانون في طرابلس، ومن بعدها اختفى الناشط في ظروف غامضة، لم تكشف الحكومة حينها أو الجهات الأمنية، من وراء عملية اختطاف الناشط عبدالمعز بانون، الذي أصبح اسمه دليلا واضحا على غياب المحاسبة في ليبيا.
سهام سرقيوة:
في السابع عشر من شهر يوليو العام الماضي، اقتحم مجهولون منزل عضو مجلس النواب سهام سرقيوة، في مدينة بنغازي، وتم اقتيادها إلى مكان مجهول، وإلى هذه اللحظة لم تكشف الحكومة الليبية ملابسات اختطاف النائبة، أو المجموعة المسلحة التي اختطفتها، وطالبت على إثر الاختطاف، المنظمات الدولية بضرورة إطلاق سراح النائبة سهام سرقيوة.
بلا شكّ، لا تنتهِ قائمة المختطفين والمختطفات في ليبيا، وهذه الحالات الثلاث، تُمثّل جزءا بسيطا من قوائم طويلة مازالت تبحث عن إجابات رسمية ومحاسبة الجناة على ما ارتكبوه من جرائم ضد حقوق الإنسان.