معركة طرابلس.. تغيّر في خارطة السيطرة وتحشيدات سريّة
تقرير 218
تغيرت نسبياً الخارطة الميدانية في مسرح العمليات بالمنطقة الغربية بعد دخول وحدات من الجيش إلى منطقة الأصابعة غير البعيدة عن مدينة غريان في الجبل الغربي.
ودخل الجيش يوم أمس وفي عملية مباغتة لم تستمر طويلاً إلى الأصابعة وسط ترحيب من أهالي المنطقة. دخول وحدات الجيش إلى الأصابعة جاء بعد عشرة أيام من انسحابها عنها وتحديدا في الحادي والعشرين من مايو الماضي بعد انسحاب الجيش من قاعدة الوطية التي لطالما كانت مهمة بالنسبة لقوات الوفاق منذ كانوا منضوين تحت راية عملية فجر ليبيا.
هذا بالنسبة للأصابعة وتحركات الجيش الأخيرة التي تتسم بالسرية والحرص على عدم كشف التمركزات، أما في محاور القتال بطرابلس فثمة هدوءً حذراً من الطرفين باستثناء محور الرملة الذي شهد اشتباكات متقطعة على نحو غير عنيف.
قوات الوفاق لم تأل جهداً للسيطرة على نقاط يتمركز فيها الجيش في عين زارة وفي الكازيرما وفي منطقة الرملة، لكن مسعاها لم تتحقق له نتائج بقدر الجهد المبذول، فقد شنت هجوماً واسعاً استمر لستة أيام خلف -بحسب مصادر من داخل قوات الوفاق- ما يقرب عن الـ100 قتيل ومثلهم أو أكثر من الجرحى في إحصائية كبيرة قياساً بفترة زمنية قصيرة، وهو أمر يعكس جديتهم في تحقيق مكسب ميداني بعد انسحاب الجيش من نقاط كان يتمركز فيها داخل مشروع الهضبة وصلاح الدين.
هذه المتغيرات قد تكون مقدمة لمتغير أكبر في المنطقة الغربية مع تحشيدات عسكرية للجيش الوطني وسط غموض يلفها، غموض يفسره العسكريون على أنه من الضرورات التي تقتضيها العمليات العسكرية لتحقيق نتائج مرضية.