218TV| خاص
عبير عويدات
“غول الغلاء” زحف بـ”قسوة ولؤم” ليطال حتى لمّة العائلة يوم الجمعة، فيما “الأكلات الشعبية” ظلت لعقود تتصدر هذه اللمّة، لكن الوضع هذه الأيام يختلف تماما، فالمرأة الليبية تقوم بعدة معارك يوميا لتدبير “طبخة تقشفية”، تسد بها جوع أطفالها، فالتقشف طال أيضا عدد الوجبات اليومية، وسط أزمة اقتصادية خانقة لم يتوقعها يوما أكثر الليبيين “تشاؤما”.
لكن “اقتصاد البازين” يختلف عن أي طعام آخر في ليبيا، فـ”موازنة البازين” تختلف عن أي موازنة تقشفية لأي طعام تقشفي آخر، فالأكلة التي تعتمد غالبا على اللحوم أصبحت تحتاج إلى “هندسة تقشفية خاصة”، غالبا لا تصل إلى “خاتمة سعيدة”، فأسعار اللحوم للكيلو الواحد وصلت تقريبا إلى 35 دينار ليبي، وهو ما يُخرج هذا “الطعام الفخم” من “قائمة الخيارات” لأي لمّة، إذ يبدو أن “اقتصاد البازين” تدهور هو الآخر بشدة مقتفيا أكثر “اقتصاد وطن كامل” يعاني مواطنوه من ظروف قاسية جدا، وفي ظل سلسلة لم تتوقف حتى الآن من المحن.
لا تقف “محنة المائدة الليبية” عند هذا الحد، بل إن أغلب الطعام الليبي الشهي والتقليدي، والذي يعتمد على اللحوم والدجاج أصبح مُفْتقدا تماما بسبب كلفة إعداده العالية، لكن آراء ليبية مُتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تقول صراحة إن الطعام المُسْتنِد حتى إلى الخضروات أصبح “مرهقا”، لأن العديد من أصناف الخضار حلّقت عاليا في الأشهر الأخيرة.