معالي السيد فائز السراج … استقيل أرجوك!!
سالم الهمالي
لا أدري أي شيء يمكن ان يحدث في ليبيا ليقنع معالي السيد فائز السراج بحالة العجز والوهن التي يعيشها ومعه بقايا المجلس الرئاسي وحكومته. أكثر من عامين توالت فيهما النكبات والنوائب على الشعب الليبي، بالرغم من الآمال العريضة والنوايا الحسنة التي أولاها عدد ليس بالقليل الى عملية الصخيرات وما نتج عنها من هياكل مكنها المجتمع الدولي من الجُلوس على كراسي الحكم بلا أسنان تقضم أو يد تضرب، إلا أنها أفلحت في تعميق الأزمة والوصول بها إلى نفق مسدود.
لست ممن يصفونك بالخيانة والعمالة، فلا أملك دليل على ذلك، ولكن أصبحت على يقين أن استمرارك على رأس هيكل لا يملك المقدرة على تقديم الحلول لم يعد مجديا، ولا يعدو عن كونه إطالة للأزمة وربما زيادة استفحالها. أدرك أن عوامل كثيرة أسهمت في هذا الفشل الذريع، ليس أقلها ما قامت به جهات في طرابلس لا تبعد عن مكاتبك أكثر من كليومتر من حملة شعواء لعرقلة أي فرصة للنجاح مع ادعائهم بأنهم ممن يريدون الخير لليبيا والليبيين وهم غير ذلك.
من رضوا بالمجلس الرئاسي وحكومته، لم يفعلوه عن قناعة بأنه أفضل الحلول آنذاك، بل عشم في أن يكون أقل الشرور، وطمع بأن يخرج بالليبيين من هذا النفق المظلم. اليوم نرى الحالة البائسة التي يظهر بها المجلس الرئاسي وعجزه الكامل حتى في حماية طرابلس عاصمة ليبيا، فما بالك بالحدود والقضاء على الإرهاب وتحريك عجلة الاقتصاد وإرساء المصالحة بين الليبيين. وجودكم أعطى فرصة للأجسام الفاشلة والمعرقلة لحل الأزمة الليبية (مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة) بأن تلقي بفشلها على مشجب المجلس الرئاسي وحكومته.
إلى متى ينتظر الشعب مناكفاتكم مع المصرف المركزي وديوان المحاسبة، وكل جهة تلقي باللوم على الآخرين، في حين أن الناس جاعت في بطونها وأفلست جيوبها وانقطعت عنهم أساسيات الحياة (الكهرباء والماء)؟! … ولا شيء في الأفق ينبئ بأن عندك حلول لها.
قراءتي أن ما تَراه في طرابلس هو انعكاس لحال كل الليبيين، ولا يبدو أنك قادر على إيجاد حلول ترفع عن كاهلهم المشقة والضنك، لذلك أشرف لك أن تستقيل لتصبح هذه الأجسام أمام مسؤولياتها، ليس لاعتقادي بأنهم سيعملون للخروج من الأزمة ولكن لتنتهي حجتهم بإلقاء اللوم على ما يسمونه جهة تنفيذية، يبتزونها ويعرقلونها في الليل والنهار.
أخيرا؛ أي جهد لا يستعيد الأمن للمواطن ويدعم الجيش والشرطة والقضاء هو ببساطة حرث في البحر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
المصدر : https://www.facebook.com/salem.alhamali/posts/1416910508441453