مطارا بغداد وطرابلس.. النهاية ذاتها
حيدر حسين علي
في أوائل أبريل من العام 2003 وصلت الحشود العسكرية الأميركية إلى مشارف مطار بغداد الدولي الذي كان يعرف حينها بمطار صدام الدولي وهو يمثل منطقة استراتيجية مهمة لا تحتوي على مهابط ومدارج الطائرات المدنية فحسب، بل هو منطقة مهمة مترامية الأطراف وخاصرة للعاصمة بغداد.
وفي ذلك الوقت أكد المراقبون أن حسم أحد الطرفين المتحاربين، الجيش العراقي أو نظيره الأميركي، معركة المطار المرتقبة في حينها يعني حسم الحرب بأكملها وسقوط العاصمة بغداد والعراق بالمحصلة بيد الأميركان، وهو ما حدث في حينها في السابع من نيسان أبريل الذي تلاه التاسع من ذات الشهر الذي وصلت فيه الدبابات والمجنزرات الأميركية وعربات الهامفي الخالية من الأبواب إلى قلب العاصمة العراقية بغداد.
واليوم ولأننا دأبنا على كتابة المقاربات بين التجربتين العراقية والليبية فإننا نرى أن المعلومات شبه المؤكدة عن وجود تحشيد للقوات التابعة للجيش الوطني المهاجمة والتجمع الكبير للقوات التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المدافعة على طرفي مطار طرابلس الدولي مؤشر مماثل لما حصل في مطار بغداد الدولي عام 2003.
ولو تمكنت القوات الأولى من دحر الثانية فستمسك بزمام المطار وتندفع من خلاله إلى قلب العاصمة طرابلس وإن حصل العكس فإن القوات الثانية ستكتب تأجيلا آخر للحسم الذي سيكون من وجهة نظرنا المتواضعة لصالح الجيش الوطني فيما بعد وإن تأجل الآن ليكون السيناريو الليبي مماثلا للسيناريو العراقي عام 2003، حيث تمكن الجيش العراقي في حينها من صد هجومين لنظيره الأميركي على المطار الدولي لينجح الأميركان في الهجوم الثالث.
وبهذا ولكل ما تقدم نقول إن النهاية التي رسمها من سيطروا على مطار بغداد الدولي عام 2003 ستكون هي ذاتها لمن سيسيطرون عاجلا أم آجلا على مطار طرابلس الدولي، لا سيما في ظل وجود مؤشرات داخلية وخارجية تبين أن الجيش الوطني سيستعيد العاصمة طرابلس في القريب العاجل.