مسؤول أمريكي يحذر من العودة للصراع حال إلغاء الانتخابات في ليبيا
نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول أمريكي كبير في إدارة بايدن قوله إن الإدارة قيّمت المخاطر المرتبطة بتأجيل الانتخابات أكبر من إجرائها في ظل الظروف الحالية، مشيراً إلى أن ليبيا تمتعت بفترة من الهدوء النسبي، بينما جرت الاستعدادات للانتخابات، محذراً من مخاطر العودة للصراع في حال إلغاء الانتخابات.
ورأت الصحيفة أن الصراع الذي نشأ عقب الإطاحة بمعمر القذافي بدعم من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي؛ أدى بشكل واضح إلى انقسام سياسي، وأعاق إنتاج النفط إضافة إلى إشعال حرب بالوكالة استخدمت فيها أسلحة مختلفة إلى جانب جلب مقاتلين تركيا وروسيا وسوريا ودول أخرى.
وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين ضاعفوا دبلوماسيتهم على أمل أن يؤدي ذلك إلى إنهاء الصراع حتى تتضاءل فرص الاشتعال على الحدود الجنوبية لأوروبا رغم أن ليبيا ليست من الأولويات الخارجية العليا لإدارة بايدن.
لكن الإدارة الجديدة سعت إلى وضع حد للغموض الذي ميز السياسة الأمريكية تجاه ليبيا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي أيدت إدارته، في بعض الأحيان، حكومة الوفاق، وفي بعض الأحيان؛ دعمت السلطة المسيطرة على المنطقة الشرقية.
ونوهت الصحيفة إلى أنه ورغم الهدوء الهشّ، بحسب وصفها؛ لا يزال هناك آلاف المقاتلين الأجانب بما في ذلك القوات الحكومية التركية والمقاتلون المرتزقة الروس، مما يشير إلى احتمال اندلاع الاشتباكات من جديد، في حين تأمل كبقية الدول الأوروبية في أن تؤدي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إلى توحيد ليبيا تحت سلطة واحدة، والبدء في تضميد جراحها.
وتوقعت الصحيفة أن يكون رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة من بين المرشحين إلى جانب المشير خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي.
وبحسب الصحيفة؛ فإن مسؤولون أمريكيين اعتبروا أن التحدي الأكبر سيكون ضمان رحيل القوات الأجنبية، التي زاد وجودها بشكل كبير من إراقة الدماء في ليبيا في السنوات الأخيرة، في ظل اعتقاد إدارة “بايدن” أن انتخاب حكومة قد يكون لها وزن أخلاقي أكبر لإجبار هؤلاء الأجانب على الخروج، وهو ما لم تستطع الحكومة الحالية القيام به.
وستَترأس نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس وفد بلادها، الذي سيُشارك في مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا، والذي يهدف إلى التأكيد على إجراء الانتخابات في موعدها، رغم بعض المشكلات الإجرائية والخلافات السياسية.