مرض المشير أسقط الأقنعة من يكذب أكثر؟
218TV| خاص
في المرحلة المقبلة سيُسجّل لـ”الوعكة الصحية” التي أصابت المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني أنها “كشفت تسلل” عديدين بـ”خبثهم وشماتتهم” بالمرض، فيما سيُسجّل لها أيضا أنها “كشفت رصيد” الهواة سياسياً، مثلما سيُسجّل لها أيضا أنها فتحت عيون الليبيين على “سيستم إداري مهترئ” لا يزال دون مستوى “الدولة” التي أسال الليبيين دمائهم رخيصة في سبيلها، فـ”رُبّ صدفة خير من ألف ميعاد”، لكن في العمق تُسجّل أزمة مرض المشير أنه صار لليبيا “جيش قوي” لا تهزه أزمة، ولا تؤثر فيه “الشائعات”، وأيضا لا يرتبط بقادته، بقدر ما يرتبط ب”التراتبية” داخله.
دروس كثيرة يمكن “تخزينها” من أزمة مرض المشير، أهمها أن منصات مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا لا تزال دون أن تكون بمستوى “صحافة أمينة وموثوقة”، فمنذ اللحظة الأولى لتوارد أنباء مرض المشير، فإن صفحات عدة استسلمت للشائعات التي تفننت جهات إقليمية في تطييرها لتستقر في الـ”Social media” الليبي، لكن المستغرب هو إعادة ترديد الشائعات من دون تدقيق أو تفكير، فبعض التغريدات والمعلومات أعيد نشرها مع “الأخطاء الإملائية” ذاتها، وهو ما يعني أن مئات آلاف الحسابات على مواقع التواصل كانت تبث “الإشاعة” ذاتها.
“مبتهلو الشفاء” للمشير، وحتى هؤلاء الذين يريدون “غيابه أو تغييبه” عن المشهد الليبي مارسوا إطلاق المعلومات الخاطئة والكاذبة على قاعدة “كل يغني على ليلاه”، من دون أي توقف للتدقيق في المعلومات والمصادر التي تناسلت على نحو لافت وغامض، وكلها كانت تدفع باتجاه تأكيد خطورة مرض المشير، قبل أن يتطور الأمر إلى اختلاق قصة “موت البشير” وهو الأمر الذي دفع صحف عالمية وشخصيات سياسية مقربة من السلطة في ليبيا وخارج ليبيا إلى تبني الشائعات، وسط “حملة كذب عامة” يُعْتقد أن تيار الإسلام السياسي في ليبيا وخارجها كان يقف خلفها لأسباب لم تعد تنطلي على أحد.
من يتابع منصات مواقع التواصل طيلة الأيام الماضية والتي أعقبت مرض المشير، فإنه يعتقد أن هناك من يُنظّم مسابقة “لمن يكذب أكثر”، فبعضهم كان يجلس في “حوشه” ويطلق “تغريدات وبوستات” إن مسؤولا أكد له “وفاة حفتر”، ناهيك عن حجم “الإسفاف والانحطاط” الذي “غُمِز ولُمِز” به “بين السطور”، مُظْهِرين “شماتة مؤذية” بالمرض أولا، ثم بشائعة الوفاة ثانيا.
المشير حفتر “لن يُخلّد” في الحياة هذا صحيح، ولن يبقى “صحيح البدن” إلى آخر العمر هذا صحيح أيضا، لكن الثابت أن “الأفعال” هي التي تُخلّد، ومن الثابت أيضا أن “نمور وفهود” المشير حفتر في جيش ليبيا القوي سيُخلّدون جيلا بعد جيل، وسيُحكى للأجيال كيف أن جيشا صنع من “الزنود السمر” جسورا يعبر فوقها الليبيين من “الظلام” إلى النور”.