مراجعة Werewolf: The Apocalypse – Earthblood
خاص | أحمد سامي
هناك العديد من الألعاب في الصناعة تحاول بشكلٍ ما في كل مرة، أن تتخطى حدود الكلاسيكية في آليات القتال والكومبات في العموم. هذا بالضرورة ليس شيئًا سيئًا، لكنه يجعل كلاسيكية التجربة مدمَرة على الدوام. فمثلًا يريدون أن يبدعوا في القتال من مسافات بعيدة، وذلك على حساب تشويه القتال من مسافات قريبة. ونفس الأمر ينطبق على ألعاب الباتل الرويال التي توجهت لنظام الشوتر في أغلب إصداراتها، حتى التي اعتمدت على القتال المباشر، انتقلت بالتدريج إلى القتال البعيد.
هذا ساهم في تشكيل الرؤية الجديدة للصناعة، والتي هي ببساطة بعيدة كل البعد عن القتال المباشر. لكن تأتي لعبة Werewolf: The Apocalypse – Earthblood من استوديو Cyanide بعام 2021 لتقول: لا، هنا الوضع مختلف، هنا الكلاسيكية القتالية موجودة!
وبالفعل، أهم عنصر في هذه اللعبة هو الكومبات الاحترافي، لكن هل هو العنصر الوحيد الذي يستطيع رفع تقييمها العام ووضعها في مصاف الألعاب التي تستحق اللعب في بدايات 2021؟
عالم اللعبة مختلف عن أي عالم ألعاب آخر ربما تعاملت معه في حياتك، حتى في ألعاب المستذئبين ومصاصي الدماء، التوليفة الإبداعية لأحجار الزاوية صلبة فعلًا.
تدور أحداث القصة في شمال الولايات المتحدة الأمريكية، لكن في الوقت الذي بات العالم فيه مدمرًا من قبل البشر أنفسهم، بينما يتنازعون على السلطة بعد تشويه الطبيعة بالتلوث والحروب. وفي المقابل هناك ثلاث قوى خفية تتصارع خلف الستار.
وهم الـ Wyld (قوة الخلق والصنع، وهي المسؤولة عن إيجاد الحياة في الطبيعة، وتمتاز بالعشوائية الملحوظة)، والـ Weaver (قوة التنفيذ، وهي المسؤولة عن جعل الأفكار الإبداعية للـ Wyld حقيقة ملموسة، وتمتاز بالقدرة على رعاية الأرض عن طريق العنف)، وأخيرًا الـ Wyrm (قوة حفظ السلام، وهي المسؤولة عن الموازنة الدقيقة بين القوتين السابقتين، وفي أحداث القصة، حصلت الـ Wyrm على سطوة كبيرة لصد عدوان الـ Weaver وتمكنها من الإنسانية).
وبينما هناك ثلاثة تكتلات عظمى في العالم، هناك أيضًا كائنات كثيرة تحت لواء كل تكتل من السابق ذكرهم. مصاصو الدماء مثلًا، وهم قوم استطاعوا التدخل في السلام الاجتماعي للبشر من أجل خدمة مطامع شخصية، وكذلك لدينا المستذئبون، وهم محور قصة اللعبة بالكامل تقريبًا.
البطل هو كال – Cahal، المستذئب الذي كان في أحد الأيام منتميًا لواحدة من عشائر مستذئبي أمة الجارو – Garou، وسبب تركه لهم هو أنه قتل أحد أفراد العشيرة في السابق. لكنه الآن عاد ليصلح ما اقترفه عبر منع كارثة مهولة من الحدوث، كارثة تتضمن رصاصات فضية كفيلة بقتل كل أبناء أمة الجارو، وجعل مصاصي الدماء في موضع قوة لم يحصلوا عليه منذ قرون طويلة!
فكيف سيتصرف البطل الذي يستطيع التحول إلى ذئب عملاق في أي لحظة؟
والجدير بالذكر أن القصة بها الكثير من السقطات، فهناك أحداث غير منطقية بالمرة، وفجوات من الصعب أن تمر مرور الكرام. مما قد يدمر في النهاية تجربة اللعب بالنسبة لبعض اللاعبين، وقد يرى البعض الآخر أن آليات القتال كانت هي السبب الأول والوحيد لشراء هذه اللعبة. لكنها في النهاية لعبة قصة، والقصة ربما لن تروق للكثيرين. كما أن العناصر الإبداعية التي بُنيت عليها القصة في الأساس مثيرة للاهتمام فعلًا، لكن آلية استغلالها هي التي لم تكن موفقة أبداً للأسف.
آلية التعامل مع هذه اللعبة تنقسم إلى شقين، الأول هو محاولة التأقلم مع الوضع البشري الضعيف، والثاني هو محاولة التحجيم من وضع المستذئب فائق القوة.
قد تبدو العبارة غريبة للبعض، لكن الوضع هكذا فعلًا. هناك عدم توازن ملحوظ بين الجزء البشري والجزء الوحشي بالنسبة لبطلنا. فمثلًا الهيئة البشرية لا تستطيع فعل أي شيء تقريبًا إلا خنق الأعداء من الخلف، وكبس الأزرار لفتح الأبواب، وربما التعامل مع الحواسيب الموجودة خلف الحرّاس. لكن الهيئة الوحشية، ويا ويلي من الهيئة الوحشية، أسلوب اللعب الممتع كله فيها تقريبًا.
في تلك الهيئة تتحول إلى مستذئب، وتستطيع التنكيل بالأعداء بسهولة، بمختلف وسائل القتال الممكنة. يمكنك الذهاب مباشرة إليهم وتقطيعهم بمخالبك، أو إمساك جثة أحدهم وقذفها في وجوههم، أو تركيز قوتك لوقتٍ محدود ثم إطلاق ضربة قوية تجاههم.
أيضًا لدينا وضع الـ Rage، والذي فيه تكون ثائرًا وتكون قوتك غير طبيعية، لكن في هذا الوضع يكون من الصعب عليك التفريق بين العدو والصديق، والحل الوحيد هنا هو قتل كل من بالغرفة، ثم الندم لاحقًا على ما اقترفته.
وعلى ذكر الندم، فالأفعال التي تقوم بها تؤثر بشكلٍ ملحوظ في عالم القصة. فالتعامل مع المهام الرئيسية بطريقة معينة، يسمح أو لا يسمح بفتح مهام جانبية جديدة. كما أن المهام التي تأخذها من عالم الأرواح – Spirit World تكون لها فوائد متجسدة في أرض الواقع، مثل فتح بوابات انتقال سريعة بين أجزاء الخريطة.
كما أن هناك وضع خاص تستطيع به تفعيل قدرات المستذئب لمراقبة الوضع من خلف الجدران، وعدّ الأعداء، ثم وضع خطة مناسبة للقضاء عليهم. بجانب أن المستذئب نفسه في هيئته غير القتالية، يمكن له الدخول عبر الأنابيب وفتحات التهوية، مما يسهل عمليات الاختراق والتسلل. بجانب وجود نظام ترقية ممتاز يعتمد على النقاط المكتسبة عند إنهاء المهام المسندة إليك.
لكن كل هذا في كفة، والتحريك (الأنميشن الحركي) في كفة أخرى تمامًا.
الحركة للأسف سيئة للغاية، وهذا أقل ما يمكن قوله عنها. اللعبة مبشرة في الواقع، وقصتها بالرغم من السقطات المروعة فيها، إلا أن نظام الكومبات قادر على سدّ ثغراتها، لكن الحركة سيئة، خصوصًا حركة النسخة البشرية من البطل.
فهنا تشعر وكأن مفاصل الشخصية تحتاج إلى تزييت، وكأنها لا تتحرك بشكلٍ طبيعيّ. كما أنه عند محاولة اغتيال أحد الحرّاس من الخلف، يقف الحارس فجأة، وكأنه علم أنني هناك، من المفروض أنني باغتته في الأساس، وكان يجب أن يظل منهمكًا في العمل حتى يتم الانتقال إلى أنميشن الخنق والتعذيب، بجانب بطء حركة الكاميرا بالطبع، فبالمجمل آلية الحركة في هذه اللعبة حتمًا تحتاج إلى تحسين.
حسنًا، الجرافيك مُشكلة بعض الشيء حيث أن تصميم الشخصيات مقبول، لكنه ليس واقعيًّا. في الواقع، عند النظر إلى تفاصيل الوجه، يبدو وكأن الاستوديو تعمّد وضع طبقات من الضوء والـ Blur على الملامح لكي لا يعطيها وقتها في التصميم، أو لكي لا تكون بمثابة عبء على المحرك المصممة عليه اللعبة. وبالنظر إلى المحرك، فهو Unreal 4، وبالفعل إنه قويّ للغاية.
وحتى عند تشغيل اللعبة على الحاسوب، سنرى أن الجرافيك بالرغم من تسطيحه بدرجة كبيرة، إلا أنه ثقيل على كارت معالجة الرسوميّات 5700XT القوي، وبعد 10 دقائق فقط من الجيم بلاي، ستبدأ في سماع صوت مراوح الكارت بشدة.
أما من الناحية الأخرى، فجرافيك المباني وتفاصيل الغرف جيد، وتفاصيل المقاطع السينمائية جبّارة بحق، لكن تختلف تمامًا عن محتوى اللعبة نفسه، مما يخلق فجوة بصرية عملاقة بين كليهما.
هذا أمر لا يمكن استشعاره بسهولة، فالصوتيات هي الغائبة الحاضرة في معادلة هذه اللعبة.
في بعض الأحيان توجد مقطوعات (تحفيزية) معينة أثناء بعض المشاهد، بينما في البعض الآخر لا توجد على الإطلاق. وفي المشاهد التي كانت صامتة بنسبة كبيرة، ظهرت سيئة للغاية بسبب عدم إدراج أي مقطوعة صوتية في المنتصف. لكن عندما تعمل تلك المقطوعات، تكون جيدة فعلًا.
بالمجمل التجربة الصوتية غير محببة لهواة الاستماع للموسيقى الفعلية أثناء الجيم بلاي، لكنها لن تكون مشكلة لهواة الأصوات البيئية الصافية مثل وقع الأقدام أو تردد الصوت في الغرف الفارغة.
الخلاصة:لعبة Werewolf: The Apocalypse – Earthblood ربما هي فعلًا مشروع تم استعجال إصداره، خصوصًا مع الجيل الجديد للألعاب. التجربة متواضعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. الجرافيك يحتاج إلى تحسين، الحركة مأساوية للغاية، الصوتيات جيدة لكن لن تصادفها بسهولة خلال الأحداث، والقصة هزيلة جدًا. لكن من الناحية الأخرى، فالاهتمام بالكومبات المباشر واضح بشدة، وذلك على مستوى القتال القريب والبعيد سويًّا. الكلاسيكية موجودة هنا، لكن العوامل التكميلية للتجربة ككل، تحتاج إلى تحسين، وإلا ستموت هذه اللعبة سريعًا.
التقييم النهائي : 5/10
[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر قبل صدورها في الأسواق]