مراجعة Ride 4
خاص | أحمد سامي
في عالم الألعاب، هناك تصنيف دائمًا وأبدًا هو المحبب إلى شريحة كبيرة جدًا من اللاعبين، ألا وهو تصنيف السباقات. والسباق إما يتم بين السيارات، أو الدراجات البخارية بدون شك. في عالم السيارات لدينا عناوين كثيرة، وفي عالم الدراجات البخارية لدينا Ride. إنها ليست لعبة واحدة، بل سلسلة ألعاب كاملة بدأت منذ سنين طويلة، وفي 2020 تطرح علينا الجزء الرابع منها تحت عنوان Ride 4.
اللعبة من تطوير ونشر Milestone srl، واليوم سنتناولها بمنظور اللاعب الذي لم يتعرّف سابقًا على أي جزء من أجزاء السلسلة، وكانت تجربته الأولى مع الجزء الرابع فقط.
هل قدمت تجربة جيدة فعلًا؟ أم كانت مجرد نسخة من الألعاب الأخرى؟
اللعبة في الواقع لا تحتوي على قصة على الإطلاق، أي أنه لا توجد شخصيات مثلًا تتفاعل معها بطريقة درامية، أو أحداث مترتبة على بعضها البعض في سياق سردي-تفاعلي. المحتوى بسيط للغاية، ومتمحور حول مفهوم التسابق وكسر الحواجز ليس إلا. لكن من الناحية الأخرى لا يجب الحكم عليها بالسبب لهذا السبب، فهناك ألعاب سباق صُنعت فقط من أجل قضاء الوقت ورفع الأدرينالين.
يبدأ اللاعب بشخصية واحدة، ويستطيع تغيير ملامحها وتفاصيلها مع التقدم في مسار اللعبة التصاعدي. وخلال ذلك المسار يدخل في الكثير من السباقات (الفردية في الغالب)، والتي يحاول فيها التغلب على مضمار السباق نفسه، والذي يحمل تحديات غير مسبوقة بالنسبة لأي لاعب يقرر لأول مرة تجربة إحدى ألعاب سباق الدراجات.
أسلوب اللعب انطوى على آلية تأخذ اللاعب من الصفر، إلى القمة. وذلك عبر إدخاله دفعة واحدة في مضمار عليه أن يجابه الأسفلت فيه. ليس هناك ذكاء اصطناعي منافس في هذه المرحلة بعد، لذلك اللاعب يتعامل مباشرة مع المنعطفات الحادة للطريق الذي عليه خوضه في وقتٍ محدد، وإلا أعاد الأمر كله من البداية. والشيء الدافع لإعمال مبدأ التحدي هنا فعلًا هو الأهداف الزمنية التعجيزية.
حيث يوجد في كل مضمار ثلاثة أهداف زمنية، وكل هدف يحمل نقاط الخبرة الخاصة به هو فقط. والفروقات بسيطة وطفيفة للغاية، أي أن حوالي ثانية واحدة مثلًا يمكنها إكسابك 100 نقطة خبرة على الأقل. يمكن أن يكون الأمر مقبولًا إذا كان وجوده مسيطرًا في الجولات التدريبية فحسب، على اعتبار أنه تعجيز من أجل صقل المهارة. لكن في الواقع، الأمر مختلف تمامًا، ومستمر بطريقة مستفزة جدًا.
عند البدء بطَور المجال المهني الشخصي – Career Mode، ستختار الانضمام إلى دوري ما (الأوروبي – الآسيوي – الأمريكي)، ثم تبدأ بحرق مضمار خلف الآخر، في محاولة لحرق أكبر عدد ممكن من مسارات التسابق، بهدف جمع نقاط خبرة كثيرة للارتقاء بمستواك.
ذلك المستوى الذي إذا ارتقى لمرتبة معينة، سوف يفتح الكثير من الطرق المغلقة، والتي تصل في النهاية إلى سباقات كثيرة. وفي النهاية عندما يتم الانتهاء تمامًا من مراحل الدوري، تُفتح مباشرة مباريات الدوري العالمي. ووقتها لن تكون هناك حواجز بين الثلاثة دوريات الأساسية.
وبعد الانتهاء منها، ستنتقل الكاميرا إلى الدوري النهائي، والذي ينطوي إما على سباقات ملحمية قصيرة المدة لكن صعبة للغاية، أو سباقات طويلة المدة وصعبة للغاية وتستمر لساعات طويلة. وسباقات التحمل ذات الساعات الطويلة هي عنصر جديد في لعبة Ride 4 مقارنة بالأجزاء السابقة، حيث تتوفر فيه محطات لتبديل الإطارات والتزويد بالوقود، لضمان تجربة لعب واقعية بدرجة كبيرة.
كل هذا جميل ورائع ومناسب لفكرة اللعبة، لكن هناك بعض الفنيّات الصغيرة في آلية اللعب وتنفيذ الحركة، جعلتها تجربة قاتلة للمتعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. هناك إعدادات كثيرة لضبط التحكم في الدراجة، ومهما عمل اللاعب على تبسيطها، ستظل الدراجة متأرجحة في كل اتجاه، حتى إذا تم أخذ المنعطف المضبوط قبل مجيئه فعلًا.
ونظرًا لصعوبة التحكم، من الطبيعي أن تلمس الدراجة إطار المضمار –والذي يكون محددًا بخطٍ أبيض أو خط تقع على الناحية الأخرى منه أعشاب خضراء- وبذلك لا يتم احتساب نقاط الجولة، وعلى اللاعب إكمال تلك الجولة الفاشلة، حتى يعود لخط البداية ليبدأ رحلته في (عدم لمس الخطوط) مرة أخرى. والأمر ينطوي على كل شيء في اللعبة تقريبًا، هناك آلية صعبة التخطي بشكلٍ أو بآخر أثناء اللعب.
وأيضًا شروط السباقات تكون تعجيزية، فمثلًا الوقت الإلزامي لإنهاء السباق، يمكن أن يتم تفويته بكسر من ثانية، وبذلك يفشل اللاعب، ويعيد السباق من البداية. الاستمرار في الفشل غير مشجع على الإطلاق لإنهاء أول مرحلة من اللعبة حتى، فماذا بشأن باقي المراحل التي لن ترى النور بسبب كره اللاعب للعمل ككل من البداية؟ وبعد تدقيق النظر سنجد نظامًا للمكافأة، ربما هو الوحيد الذي يقلل الغضب أثناء اللعب. لكن مهلًا، هذا أيضًا فاشل.
نظام المكافأة أثناء اللعب متمثل في فرق النقاط بين كل دورة والأخرى. فإذا أنهى اللاعب الجولة الأولى في 50 ثانية، والثانية في 40، فيظهر فارق زمني على الشاشة يقول إن اللاعب كان أسرع في هذه الجولة بفارق 10 ثوان. لكن بعدها بلحظات، إذا تأخر اللاعب لنفس الـ 10 ثوان، ستقول له اللعبة إنه تأخر. وبدلًا من ظهور لون أخضر ينم عن تحقيق إنجاز، يظهر لون أحمر ينم عن الفشل.
لذلك أسلوب اللعب المعقد والاحترافي الذي تبناه الاستوديو المطور، لا يناسب بأي حال من الأحوال الشخص الذي يريد فقط أن يقضي وقتًا ممتعًا في لعبة مهمتها هي التنفيس وقتل الوقت. ربما ستكون ملائمة لمحترفي تلك النوعية من الألعاب منذ الصغر، ولذلك عدم وجود مستويات صعوبة في اللعبة، أدى إلى خسارتها شريحة اللاعبين التقليديين – Casual Gamers للأسف.
ربما هذا هو العنصر الوحيد الجيد في هذه اللعبة. المستوى الجرافيكي ممتاز جدًا، حتى أنه عند اللعب يمكن الجزم أن هذا مستوى حصريّات لسوني، وليس مستوى لعبة عامة وصادرة على أغلب منصّات اللعب. تم الاهتمام جدًا بالتفاصيل البيئية من أشجار ومباني وطرق وعلامات مرسومة على تلك الطرق، وغيرها من التفاصيل التي تجعل البيئة لوحة فنية تشتت انتباه اللاعب في بعض الأحيان حتى.
وكذلك الاهتمام بالتفاصيل البصرية ليس مقتصرًا على البيئة، فالدراجات لها نصيب الأسد منه. حيث انطوت قائمة الدراجات على كوكبة مهولة من الأنواع والأشكال المختلفة، والتي يمكن التعديل عليها لاحقًا لتناسب ذوق اللاعب. والذي دعم الجرافيك أكثر هو وجود نمط خاص للتصوير، ويمكِّن اللاعب من التحكم بكل زوايا الكاميرا المتاحة، لالتقاط أفضل صورة للدراجة التي صبغها بشخصيته.
نظرًا لحرص الاستوديو على كَون التجربة انغماسية؛ الموسيقى التصويرية شبه منعدمة في اللعبة. والاهتمام الكبير ذهب تجاه أصوات المحركات واحتكاك الإطارات بالأرض الصلبة، وكذلك صوت الرياح التي تمر بجانب الأذن لتدل على أن السرعة الحالية جنونية للغاية.
الخلاصة : لعبة Ride 4 هي لعبة مخصصة للمحترفين فقط، حاول الاستوديو تقديم تجربة انغماسية وغارقة في كل عناصر الواقعية، لكن من الناحية الأخرى خسر اللاعب التقليدي الذي لا يريد شيئًا إذا قضاء بعض الوقت الممتع، والتغلب على منافسين وهميين، ليشعر بالانتصار الذي لا يناله في الحياة الواقعية؛ نظرًا لقسوتها. ببساطة اللعبة عن عبارة أسلوب لعب سيئ، جرافيك ممتاز، صوتيات متوسطة، وتجربة غير مشجعة لإكمالها على الإطلاق.
التقييم النهائي : 4/10
[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر قبل صدورها في الأسواق]