مراجعة Fairy Tail
خاص | أحمد سامي
أي مُحب لصناعة الأنمي، بالتأكيد في يومٍ ما أراد أن يجرب إحدى ألعابها. لكن للأسف، لا ترتقي اللعبة إلى مستوى التوقعات.
حيث إن نسبة كبيرة من ألعاب الفيديو المبنية على أنميات، لا تهتم بتقديم تجربة لعب موازية للألعاب الأخرى، حتى ذات الميزانيات المحدودة منها. دائمًا ما تكون هناك مشاكل في التحريك، الأصوات، أسلوب اللعب، أو حتى رسم الشخصيات نفسها. وكذلك لا يجب نسيان أن تلك الألعاب في الغالب لا تحتوي على قصة تدفعك فعلًا لإنهائها بنفس الشغف الذي تحرق به حلقات الأنمي المبنية عليه.
لعبة Fairy Tail التي صدرت في 2020 بأسلوب لعب RPG لمختلف المنصات، هي –وبدون مبالغة- في مستوى آخر تمامًا!
هذا ما سنتحدث عنه اليوم وبالتفصيل.
على عكس جميع ألعاب فيري تيل التي صدرت من قبل، القصة هنا مثيرة فعلًا، ومنفصلة عن الأنمي تمامًا؛ مما يجعلها تجربة فريدة من نوعها لكل من شاهد الأنمي أو قرأ المانجا. وتبدأ القصة مع كَون شخصياتنا المحبوبة مثل ناتسو ولوسي وإرزيا وجراي وغيرهم، محبوسين في جزيرة بعيدة، لمدة 7 سنوات كاملة، تحت تأثير لعنة قوية. لكن يستطيعون أخيرًا الهرب والعودة إلى الديار، وإلى رابطتهم العزيزة.
ولسوء حظهم يكتشفون أن البلدة التي كانوا هم فيها الرابطة رقم 1، تناستهم تمامًا. وباتت رابطة فيري تيل الجبّارة، واحدة من أدنى الرابطات السحرية مكانة وقوة في بلدة فيوري – Fiore، أشهر بلدان مملكة الأرض. ومن الناحية الأخرى ظلت الرابطة باقية، لكن سمعتها متدنية. وهنا نذهب في رحلة حماسية مع أعضاء فيري تيل، لرد كرامة الرابطة من جديد، وذلك عبر القيام بالمهام وقتال الوحوش، وكذلك الاشتراك في مسابقة الرابطات السحرية الكُبرى. وعلى مدار القصة ستقابل الكثير من الخصوم الجديرين باستهلاك كل حيلك السحرية.
القصة طويلة، مثيرة، ومليئة بالعقبات. فهل ستستطيع فيري تيل الأثيرة رد هيبتها بعد غياب دام 7 سنين كاملة؟ حسنًا، ربما هذا يقع على عاتقك كلاعب.
اهتمت استوديوهات KOEI TECMO GAMES جدًا بتطوير أسلوب اللعب، وآليات القتال. كما اهتمت جدًا بالفنيّات الدقيقة في الجرافيك والموسيقى، لكن هذا سنتطرق إليه لاحقًا. أما بالنسبة لأسلوب اللعب، فاللعبة تبدأ بتخييرك بين أكثر من مستوى صعوبة، وبناء عليه تُحدد قدرات الخصوم مع تصاعد أحداث القصة. وبعدها مباشرة تبدأ في القصة ذاتها، وتجد أنه للاستمرار في القصة، عليك محاربة الأعداء وجني الأموال من جهة، والقنينات والجرعات السحرية من جهة أخرى.
الهجمات المباشرة بالأيدي أو السيوف محدودة في الواقع، بينما الهجمات السحرية غاية في التنوع والروعة. لكل لاعب عدة مستويات من النقاط التي يبدأ بها أي قتال، فهناك نقاط الحياة وتُسمى HP. وهناك النقاط السحرية، وتُسمى MP. إذا نفدت نقاط حياتك ستموت فورًا، لكن إذا انتهت نقاط سحرك، فقط ستُمنع من أداء الأسحار، وستكون هجماتك مقتصرة على الأيادي والسيوف فقط. وبالنسبة للقدرات السحرية، فلكل هجمة، لدينا آلية تنفيذ مميزة للغاية. وكلما استهلكت الهجمة نقاط سحرٍ أكثر، صارت أطول وأقوى من حيث الضرر المُسبَب للخصم، وكذلك من حيث مستوى الجرافيك. لذلك احرص عند تنفيذ الهجمات القوية للغاية، أن تكون بحوزتك جرعات سحرية كفيلة بتعويض الذي ستستهلكه الهجمة.
وهذا ينقلنا للحديث عن الخصوم وطريقة توزيعهم باللعبة، فجميع خصومك يظهرون كرقعة شطرنج، متراصين بجانب بعضهم البعض. وهنا يجب أن تكون ذكيًّا، فبناء على اختيار نوعية هجمات أعضاء فريقك، سوف ترى تأثير بعض الخصوم، بينما البعض الآخر كما هو، حيث لكل هجمة مدى معين. وإذا تتابعت الهجمات، ظهر على الفور مؤشر خارق على الشاشة، وبه تستطيع اختيار جميع الخصوم دفعة واحدة، وتسديد ضرباتٍ خلف ضربات، على يد جميع شخصياتك.
عالم اللعبة واسع، والخريطة غير محدودة على الإطلاق، وهذا شيء مميز لهذا النوع من الألعاب تحديدًا. ومع اللعب المستمر والتقدم في فصول القصة، ستنكشف المزيد والمزيد من البقاع المخفية بالخريطة. كما أن الانتقال بين أرجاء الخريطة أمر ضروري لإتمام بعض المهام، مما يجعل احتكاكك بكل جزر وأراضي العالم السحري للعبة، تجربة تفاعلية للغاية. وإذا أنهيت مهمة ما، تستطيع التجول في الخريطة كلها كما تشاء، وستجد وحوشًا في مستواك، ووحوشًا فوق مستواك بمراحل. وهذا بدوره يجعل التجول منفردًا، تجربة تحتاج إلى جرأة بعض الشيء.
عالم اللعبة كذلك مرتبط بالقصة ذاتها. حيث إن هناك قصصًا جانبية للشخصيات، لا يمكن إتمامها إلا عبر التجول في أماكن معينة بالخريطة، لن تستطيع الوصول إليها وحدك. وبالطبع إتمام القصص الجانبية، يزيد من روابط صداقة الشخصيات ببعضها البعض، مما يجعل إدراجها في فريقك والاستفادة منها؛ أمرًا سهلًا.
الجرافيك ممتاز في الواقع، خصوصًا أنه مصقول بشدة من الناحية المعمارية، ورسم الشخصيات نفسه مقارب إلى رسم شخصيات الأنمي. والجدير بالذكر أن مشاهد القتال السينمائية، بديعة للغاية، وألغت الفجوة بين الأنمي واللعبة تمامًا. كما أنه عند التصاعد في الأحداث، ستجد أن لقطات من الأنمي تم إدراجها بالفعل بداخل اللعبة. وبالطبع تجب الإشادة بالمشاهد الختامية للقتالات، حيث عندما تُنهي واحدة من شخصيات فريقك القتال، تظهر في شاشة النهاية وهي تقوم بحركة نصر خاصة بها، وتختلف من شخصية لأخرى.
لكن من الناحية الأخرى، توجد مشاهد تظهر فيها عيون وأفواه الشخصيات مغلقة وهي تتكلم بالفعل، فمن أين يخرج الصوت إذًا؟ وبالطبع لا يجب نسيان أنك تستطيع المرور عبر الشخصيات العالم السحري كأنها أشباح، ألم تسمح الميزانية بجعل تلك الشخصيات حقيقية كما الحال مع شخصيات أخرى؟ وقتها لكانت التجربة أكثر واقعية فعلًا.
وعلى ذكر الواقعية، لماذا لا تتناسب صور الشخصيات مع حالات النصّ؟ فمثلًا إذا كان القتال محتدمًا بشدة، وشخصيتك متضررة بدرجة غير طبيعية، فجأة تظهر صورتها بجانب النصّ المقروء على لسانها باليابانية، وهي صحيحة ومُعافاة تمامًا. إذا تم استبدال الصورة الثابتة للشخصية، بمجموعة صورة تتناسب مع الحالات المختلفة لها بالقصة؛ لكانت أفضل بصريًّا. والجدير بالذكر أن مشاهد القتال السينمائية بديعة للغاية، لكن هناك بعض الأخطاء البسيطة في ظهور بعض الوحوش أو الشخصيات، وقللت من متعة التجربة.
المقطوعات الموسيقية متنوعة وخلابة، ومناسبة بشدة لجميع المشاهد التي صدحت فيها بالخلفية. تدرجت مستويات نوتات المقطوعات من البسيطة والمرحة في البداية، إلى المعقدة والحماسية في المنتصف، ثم المتوسطة والمرحة في النهاية. وعندما تصل إلى منتصف القصة تقريبًا، ستجد مقطوعة بعينها تدفع الأدرينالين في عروقك فجأة، ومعها ستشهد أقوى قتالات اللعبة حصرًا. ولأحمسك أكثر لتلك المقطوعة وذلك القتال، فقط انتظر ظهور شخصية زيريف.
الخلاصة : لعبة Fairy Tail 2020 تجربة مميزة بالنسبة لعشّاق ألعاب الفيديو المقتبسة عن الأنميات عمومًا. الشخصيات تجذبك كمغناطيس بحجم لُبّ الأرض، والقصة تجعلك تكاد تُجزم أنك تتابع الأنمي فعلًا، ولا تلعب مجرد لعبة فيديو. وقدمت تجربة لعب أشعرتني أنني أشاهد الأنمي من جديد، لكن بقصة مختلفة. لكن التجربة لم تخلُ من بعض العراقيل التي جعلتها غير مناسبة لهذا النوع من الألعاب؛ كالإسهاب الزائد عن الحد بهدف دفع اللاعب لقضاء ساعات لعب أكثر في اللعبة.
التقييم النهائي : 7/10
[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر قبل صدورها في الأسواق]