مخلفات الحرب.. كابوس يؤرق حياة الليبيين
بعد مرور أكثر من عقد من الزمن على سقوط النظام السابق وما عقبه من صراعات عدة شهدتها أغلب المدن والمناطق الليبية، تستمر عمليات انتشال مخلفات الحروب من البلاد، ففي آخر عملية عثر على نحو 40 قطعة سلاح في منطقة الزاوية غرب العاصمة طرابلس، في حين انتشلت الأجهزة الأمنية في سبها 3 قذائف من مقر الشركة العامة للكهرباء، كما أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة مؤخرًا عن اكتشاف عدد من الذخائر والقذائف المتبقية من مخلفات الحرب في منطقة زريق بمصراتة.
وأوضحت الوزارة نفسها نهاية مارس الماضي بأنه جرى إتلاف نحو 10 أطنان من المخلفات الحربية، كما أتلف قسم المتفجرات في جهاز المباحث العامة نحو طن من مخلفات الحرب والألغام، في مدينة مصراتة.
ويقول الناشط المدني والسياسي خميس الرابطي، في حديث له مع موقع “العربي الجديد”، إن بيانات السلطات الرسمية التي توفرت من بلاغات المواطنين أو موظفي الشركات العامة تشكّل مؤشرًا واضحًا على إهمال مخلفات الحروب والتعاطي غير الجدي للسلطات الرسمية معه.
ويؤكد الرابطي أن هذه المؤشرات تشير إلى أن البلاد لا زالت تنتشر بها كميات كبيرة من مخلفات الحرب مما يشكّل خطرًا على المواطنين خاصة الأطفال منهم، لافتًا إلى أن هذا الأمر اضطر مئات من السكان النازحين بسبب الحروب إلى العودة لمنازلهم ولن ينتظروا وعود الحكومة، وسيُشاركون فرق البحث في عمليات الكشف عن مخلفات الحروب.
ويرى الناشط المدني والسياسي أنه في سبيل تلافي خطر المخلفات الحربية الرابطي فإن ذلك يتطلب إطلاق حملات توعية واسعة بين المواطنين لتنبيههم إلى تجنب خطرها؛ تمهيدًا للحد من وقوع المزيد من الضحايا.
وكشف تقرير سابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن مخلفات الحرب جنوب طرابلس قتلت نحو 130 مدنيًا إضافة إلى أنها خلفت جرحى ومصابين، لافتة إلى أنها رصدت استخدام أطراف مسلحة في ليبيا ألغامًا أرضية محظورة، رغم تعهدها بعدم استخدامها.