مخاوف دولية: هل تعود “إمارة الخرافة” إلى ليبيا؟
218TV|خاص
“ما بين سطور” التقرير السنوي الخاص باستراتيجية الأمن القومي، الذي أعلن عنه البيت الأبيض يوم الخميس الماضي، تفترض دوائر صنع القرار الأميركي أن القارة الأفريقية لا تزال تشهد “نشاطاً مريباً” لتنظيمات إرهابية، في مقدمتها تنظيم داعش، وأيضا تنظيم القاعدة، فيما لم تتردد القوة العسكرية الأميركية في قارة أفريقيا، والمعروفة عسكرياً باسم “أفريكوم”، بتوجيه ضربات لخلايا إرهابية في أكثر من مكان في”القارة السمراء”، ولم تكن ليبيا، في حالات عدّة، استثناءً من عمليات القصفِ المفاجئة.
التقرير الأميركي المهم، تحدّث عن أن داعش لم يتخلَّ عن هدفه في إقامة إمارات له في أكثر من منطقة في أفريقيا، وأنه يُعدُّ منذ أشهر لإعادة تجميع صفوف عناصره؛ لإعادة تشكيل مشهد أمني يمكِّنُه من ترتيب أوراقه في أكثر من مكان في أفريقيا، وفي ليبيا بطبيعة الحال، التي لم تتدخل فيها الولايات المتَّحدة لطرد داعش منها، على غرار تحالفٍ دوليّ تشكَل في العراق وسوريا أواخر عام 2015، فيما يمكن القول إنَّ ليبيا كانت أوّل دولةٍ حول العالم، تعلنُ طردَ “إمارَةِ داعش” من أراضيها، وبإمكاناتٍ شبه معدومة، إذ يلفتُ التقريرُ إلى أنَّ أماكنَ عدّة من أفريقيا، لم تُشكّل للمنظمات الإرهابية أيّ حاضنة، وهو ما سهّل عمليات طردِها.
يفترضُ التقريرُ، على شكل تحذيرات، بأنَّ غيابَ الأمنِ والاستقرار، مع غياب أي تنمية اقتصادية حقيقية، إضافةً إلى انتشار الفوضى والأسلحة، وبروز طبقة “أمراء الحرب”، أمورٌ من شأنها أن تخلق أجواء من اليأس والإحباط، تسمحُ لداعش بالعودة للظهور، واستغلالِ الشباب المحبط لإعادة تشكيل “دولة الخرافة”، التي سبق له أن أعلن نسخة منها في مدينة سرت، قبل أن تتمكن عملية “البنيان المرصوص”، من تحرير سرت وتطهيرها.