“مخاوف أفريقية” من بقاء ليبيا دون مبعوث أممي
تقرير 218
تأخير تسمية مبعوث جديد للأمم المتحدة إلى ليبيا خلفا للمبعوث غسان سلامة يثير مخاوف دولية آخرها ما أعرب عنه مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي إسماعيل شرقي، الذي ذكر أن عدم تعيين مبعوث أممي إلى ليبيا يؤخر الحل السلمي للنزاع وتترتب عنه آثار وخيمة على الشعب الليبي خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا.
وأوضح شرقي أن عدم تعيين مبعوث جديد حتى الآن يطرح الكثير من الأسئلة لدى الفاعلين والمهتمين بالشأن الليبي، مؤكدا أن الوضع في البلاد اليوم يفرض تحركا من المجتمع الدولي لوقف المعارك. مؤكدا أن تداعيات فيروس كورونا كانت بالغة على السلم والأمن في القارة الأفريقية وعلى الجهود من أجل وقف النزاعات المسلحة.
ولفت إلى التخوف الكبير للاتحاد الأفريقي كون الجماعات المسلحة ستستغل الوضع الحالي لأجل مضاعفة عملياتها الإرهابية والإجرامية، داعيا إلى وجوب التحلي باليقظة وتقوية التعاون والتنسيق بين أجهزة الأمن للدول الأفريقية في هذا الشأن.
وكان المنصب قد عرض على وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة الذي قرر الانسحاب واعتذر عن المهمة في تطور محوري برز بعد صراع دبلوماسي في كواليس الأمم المتحدة، على خلفية اعتراضات أميركية بعدم قبوله مبعوثا لليبيا بعد ضغوطات من الدول الداعمة للجيش الوطني على الولايات المتحدة للتدخل للحيلولة دون ذلك .
ضغوطات استندت في معارضتها لتعيين لعمامرة إلى الموقف الجزائري الداعم لحكومة الوفاق بشكل مطلق دون قيود وخوف إضافة إلى معارضتها لعمليات الجيش الوطني على تخوم العاصمة والذي قد يؤثر على سياسات لعمامرة في التعامل مع الأزمة. مقابل سياسات الأمم المتحدة التي تحاول مسك العصا من المنتصف دفعت واشنطن للتلويح بحق الفيتو قبل أن يعلن لعمامرة انسحابه بعد تيقنه من استحالة الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي، في ظل الرفض الأميركي.